دعا وزير المال البريطاني أليستير دارلينغ إلى "عمل دولي" لتحسين الإشراف على النظام المصرفي العالمي وذلك إثر إنقاذ بنك إنكلترا المركزي لمصرف "نورذرن روك" البريطاني في اللحظة الأخيرة. وقال الوزير البريطاني لصحافيين في بلدة بورتو البرتغالية حيث يشارك في لقاء لوزراء المال الأوروبيين:"ان عملاً دولياً ضروري لكي نتمكن في المستقبل من الحد من مخاطر تكرار مثل هذه الاضطرابات". وسارع بنك إنكلترا بموافقة الحكومة إلى إنقاذ"نورذرن روك"لتجنيبه الإفلاس. وامتنعت المصارف المنافسة عن إقراضه المال نتيجة الأزمة المالية التي اندلعت هذا الصيف في قطاع القروض العقارية المشكوك في تحصيلها. وأوضح دارلينغ انه أجرى محادثات في شأن هذه المشاكل مع نظرائه وزراء المال في بورتو، وأكد مجدداً ان منتدى الدول الصناعية في مجموعة السبع التي تنتمي إليها بريطانيا، بدا له وكأنه معني بالحديث عن وسائل تعزيز الرقابة الدولية على القطاع المصرفي، وكذلك عن وكالات التصنيف، المتهمة بأنها متساهلة جداً. وتكمن إحدى الصعوبات في ان الإشراف على القطاع المصرفي يبقى في شكل واسع شأناً وطنياً في حين ان سوق رؤوس الأموال أصبحت عالمية. وأضاف الوزير البريطاني:"ثمة صعوبات، لكنني اعتقد بأن في إمكاننا مواجهتها شرط ان نقدم الإجابات الصالحة". في هذه الأثناء، تشكلت أمام عدد من فروع"نورذرن روك"طوابير من الزبائن القلقين على مدخراتهم، وجاء بعضهم منذ السادسة صباحاً، بحسب مشاهد بثتها شبكات التلفزة البريطانية. وحضر مئات وربما آلاف الزبائن إلى فروع المصرف على رغم الدعوات إلى الهدوء التي أطلقتها السلطات والمسؤولون عن ثامن مصرف في بريطانيا. وبعد إنقاذ"نورذرن روك"من قبل بنك إنكلترا الذي قلما يتدخل في شؤون المصارف الخاصة، تدهور سعر سهم المصرف المتأزم في بورصة لندن، فخسر اكثر من 30 في المئة من قيمته. وسحب المودعون نحو بليون جنيه إسترليني 1.5 بليون يورو من المصرف، أي أربعة إلى خمسة في المئة من مجموع الودائع العائدة لمليون ونصف مليون زبون، بحسب ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي عن مصادر مصرفية. ونشرت الصحف البريطانية على صدر صفحاتها الأولى صوراً لمدخرين قلقين ينتظرون أمام فروع"نورذرن روك". وكتبت صحيفة"الإندبندنت"ان"الذعر في شوارع بريطانيا"، في حين تساءلت صحف أخرى عن المسؤولين عن هذه الأزمة. ودعت صحيفة"ديلي تلغراف"رئيس الوزراء غوردون براون إلى"تحمل مسؤولية هذه الفقاعة العقارية خلال السنوات العشر التي أمضاها وزيراً للمال، فقد كان مسروراً لازدهار مزيف بني لا على زيادة الإنتاج بل على أسعار العقارات". ويعتبر"نورذرن روك"خامس مؤسسة مصرفية بريطانية في قطاع التسليف المتعلق بالرهنيات العقارية، هو أول مؤسسة تتعرض إلى هذا الحد من الضرر بسبب تداعيات أزمة الرهن العقاري العالي المخاطر.