باغتت محكمة مصرية الصحافيين أمس بإصدارها حكماً بحبس رئيس تحرير صحيفة "الوفد"، كبرى صحف المعارضة المصرية، لمدة عامين لينضم إلى زملائه الأربعة الذين صدر بحقهم حكم مماثل قبل عشرة أيام. وعبّرت نقابة الصحافيين عن دهشتها لصدور الحكم الذي يُتوقع أن يصعّد صدامها مع النظام. وقضت محكمة جنح الوراق أمس غيابياً بحبس رئيس تحرير"الوفد"أنور الهواري ونائبه محمود غلاب ورئيس القسم البرلماني في الجريدة الصحافي أمير سالم لمدة عامين، وكفالة خمسة آلاف جنيه لوقف التنفيذ لكل منهم، إضافة إلى غرامة 200 جنيه، بتهمة"نشر أخبار كاذبة تضر بالقضاء". وكان 11 محامياً حركوا الدعوى ضد الصحافيين الثلاثة، بسبب نشر"الوفد"خبراً في كانون الثاني يناير الماضي، يفيد أن وزير العدل قال أمام مجلس الشورى الغرفة الثانية من البرلمان إن"العدالة في خطر وان 90 في المئة من قضاة المحاكم الابتدائية ليسوا على المستوى المطلوب". واعتبر المحامون أن ما نشر"يمثل تعدياً على السلطة القضائية ألحق بنا أضراراً باعتبارنا قضاء واقفاً". ودعا رئيس المحكمة مدحت فواكه المجلس الأعلى للصحافة ونقابة الصحافيين إلى"تفعيل ميثاق الشرف الصحافي من أجل مواجهة ما ظهر في الآونة الأخيرة من تجاوزات تتعارض مع القيم الصحافية والقيم المصرية ومفهوم حرية الصحافة". وقال إن"حرية الصحافة شهدت في عصر الرئيس حسني مبارك أزهى عصورها حتى أصبحت فخراً لكل مصري". واعتبر الهواري الحكم"رسالة سياسية". وقال ل"الحياة":"لقد فرضوا علينا معركة هم يقيناً سيخسرونها ويقيناً سنكسبها. وبعد أن ينتهوا منا المعارضة، سيتوجهون إلى شارع الجلاء والقصر العيني"، في إشارة إلى مقار الصحف القومية. وحذرت النقابة في بيان"مما قد تؤدي إليه هذه الأحكام"، معتبرة أن"الأمر يبدو كإعلان للحرب على حرية الصحافيين". وأعربت عن تمسكها ب"إلغاء ترسانة القوانين التي تجيز الحبس في قضايا النشر وتهدف إلى ترويع الصحافيين وقصف الأقلام". ورأت أن الحكم"يمثل تهديداً خطيراً لحرية التعبير يسيء إلى سمعة مصر الدولية". وشددت على أن"الأخذ بنظام الحسبة طريقاً لمعاقبة الصحافيين يعد أمراً خطيراً لا يمكن قبوله أو السكوت عنه". ودعت لجنة إدارة الأزمة التي شكلها النقيب من أعضاء المجلس وعدد من كبار الصحافيين إلى اجتماع طارئ غداً الأربعاء"لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف هذا العداون المستمر على حرية الصحافة". وكانت محكمة عاقبت منتصف الشهر الجاري رؤساء تحرير أربع صحف مستقلة بالحبس سنة مع الشغل، وغرامة 20 ألف جنيه، بتهمة إهانة الرئيس حسني مبارك ورموز الحزب الحاكم. وبين المحكومين الأربعة، رئيس تحرير جريدة"الدستور"إبراهيم عيسى الذي ينتظر محاكمته في قضية أخرى الشهر المقبل بتهمة نشر إشاعات عن صحة الرئيس. من جهة أخرى، قالت وكالة"رويترز"إن سبعة آلاف عامل سيطروا على أحد أكبر مصانع النسيج في مصر أمس، في ثاني أيام إضراب ينفذه 27 ألف موظف في"شركة مصر للغزل والنسيج"في مدينة المحلة الكبرى في دلتا النيل. وأحيل خمسة من منظمي الاعتصام على النائب العام أمس، باتهامات بينها التحريض على الإضراب وتكبيد الشركة المملوكة للدولة خسائر قدرها عشرة ملايين جنيه. وواصل العمال أمس إضرابهم لليوم الثاني على التوالي، احتجاجاً على تأخر صرف مستحقاتهم المالية. وهاجموا رئيس اللجنة النقابية الذي نقل إلى المستشفى في حال خطرة. وفي لندن، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية تعيين دومينك اسكويث سفيراً في مصر خلفاً للسير ديريك بلملي الذي تقاعد. واسكويث الذي سيتسلم مهماته في كانون الأول ديسمبر المقبل، ديبلوماسي محترف عمل في عواصم عربية عدة الرياض، مسقط، دمشق. وهو ينتقل إلى القاهرة بعدما عمل سفيراً في بغداد 2006 - 2007.