حذّر الرئيس المصري حسني مبارك من انتكاسة للديموقراطية في بلاده، معرباً عن تطلعه إلى تعزيز المشاركة السياسية في البلاد. وقال مبارك في كلمة له لمناسبة الاحتفال بانتصارات حرب تشرين الأول أكتوبر 1973:"نتطلع إلى تعزيز المشاركة في حياتنا الحزبية والسياسية. نتطلع إلى وعي مجتمعي يدرك العلاقة الوثيقة بين الحرية والمسؤولية، وبين الحقوق والالتزامات، كي لا تتعرض تجربتنا الديموقراطية للانتكاس، أو تصل - لا قدّر الله - إلى طريق مسدود". ويأتي حديث مبارك عن الحرية والمسؤولية بعد إشاعة تناولت صحته الشهر الماضي وأدت إلى إحالة رئيس تحرير صحيفة"الدستور"على المحاكمة بتهمة ترويجها. وأفرجت السلطات المصرية أمس عن عصام العريان وتسعة آخرين من جماعة"الإخوان المسلمين"بعد يوم من صدور حكم قضائي بإطلاقهم. وتحتجب غداً 23 صحيفة مصرية وموقعان إلكترونيان احتجاجاً على صدور أحكام بالحبس على صحافيين مصريين الشهر الماضي بينهم 5 من رؤساء التحرير، لينتهي بذلك دور"لجنة الحوار"التي أنشئت للتفاوض مع الحكومة بعدما تجمّد دورها مع إصابة النقيب جلال عارف بوعكة صحية. وعلى رغم أن عدد الصحف المحتجبة لم يقل كثيراً عن العام الماضي عندما احتجبت نحو 28 صحيفة احتجاجاً على التعديلات الخاصة بقوانين العقوبات في شأن جرائم النشر، لكن القرار هذه المرة لم يكن سهلاً وشهد محاولات شد وجذب بين الأطراف المختلفة. فحتى أول من أمس كانت هناك محاولات لتأجيل الاحتجاب أسبوعاً واحداً، وهي فكرة تبناها كل من رئيس تحرير صحيفة"الأسبوع"مصطفى بكري ورئيس تحرير"الأهالي"فريدة النقاش، إذ كانا يريدان أن يعطيا للحوار فرصة قبل اللجوء إلى الاحتجاب باعتبار أنه ورقة الضغط الأكثر تأثيراً. وأبلغ بكري"الحياة"أنه سيتقدم غداً اليوم باستقالته من لجنة الحوار، مشيراً إلى أن مجلس صحيفة"الأسبوع"اتفق على الاحتجاب لعدم الخروج عن الصف الصحافي، لكن بياناً للصحيفة أبدى أسفه إزاء القرار الذي لم يعط لجنة الحوار فرصتها. وقال رئيس حزب"التجمع"رفعت السعيد التي تصدر عنها صحيفة"الاهالي":"نعم سنحتجب"، رافضاً الإدلاء بمزيد من التفاصيل. أما عضو مجلس النقابة جمال فهمي فقال إن انخفاض العدد هذه المرة مقارنة بالعام الماضي يعود إلى عدم مشاركة صحف رياضية في الاحتجاب، وإن شاركت صحيفة واحدة هي"الفرسان"تضامناً مع الصحف السياسية. واتهم السلطات بممارسة ضغوط كبيرة على رؤساء التحرير لمنع الاحتجاب"لعلمها انه سيزيل ورقة التوت الأخيرة أمام المجتمع الدولي". وأكد أن الاحتجاب"سيدعم ويقوي موقف النقيب في التفاوض مع الحكم". وقال ل"الحياة":"الباب لم يغلق أمام التفاوض، ولدينا الكثير من أدوات الضغط التي تدعمنا في المفاوضات". وتابع:"لدينا أداة الاحتجاب مرة أخرى والاعتصام في مقر النقابة، وكلها أمور ستفضحهم الحكم أمام العالم". بدروه قال رئيس تحرير صحيفة"الوفد"أنور الهواري ل"الحياة"إن"الصحف أنشئت لتصدر وليس لتحتجب"، لكنه أكد التزامه بقرار الحزب في الاحتجاب، مشدداً على ضرورة"عدم الخروج عن الصف الصحافي". وتشهد الجماعة الصحافية المصرية حال انقسام شديدة بدأت قبل حوالي عامين مع بداية ازدهار الصحافة الخاصة اليومية. وازدادت حدة الأزمة مع إشاعة مرض الرئيس حسني مبارك التي أعقبتها إحالة رئيس تحرير"الدستور"إبراهيم عيسى على المحاكمة بتهمة ترويج الإشاعة. وتزامن ذلك مع صدور أحكام بحبس نحو عشرة صحافيين، بدءاً برؤساء تحرير صحف"الدستور"عيسى و"صوت الأمة"وائل الإبراشي و"الفجر"عادل حمودة و"الكرامة"عبدالحليم قنديل الذين حكم عليهم بالسجن سنة وغُرّموا 20 ألف جنيه بتهمة إهانة الرئيس مبارك ورموز الحزب"الوطني"الحاكم. وبعد أقل من أسبوعين، قضت محكمة بحبس رئيس تحرير صحيفة"الوفد"المعارضة أنور الهواري وصحافيين في الجريدة بتهمة إهانة القضاة. وقررت بعدها بأيام محكمة جنح العجوزة حبس الإبراشي ورئيس مجلس إدارة"صوت الأمة"عصام إسماعيل فهمي والصحافيين آلاء موسى ورضا عوض ومنال عبداللطيف، لاتهامهم بسب وقذف رجل أعمال.