منح الاتحاد الأوروبي صربيا تسهيلات واسعة في مجال دخول رعاياها الى دول الاتحاد، ما اعتبره المراقبون ضمن الحوافز الأوروبية لبلغراد بهدف تطويق خطر الراديكالية التشدد المتصاعدة لدى الصرب، فيما حذرت موسكو من أي اعتراف أحادي باستقلال اقليم كوسوفو. ووقّع وزير الداخلية الصربي دراغان يوسيتش والمفوض الأوروبي للشؤون الداخلية فرانكو فراتيني في بروكسيل أمس، مذكرة توفر تسهيلات أوروبية واسعة لمواطني صربيا في مجالات السفر والاقامة وزيادة التبادل التجاري مع دول الاتحاد. ووصف وزير الاقتصاد الصربي ملادن دينكيتش وهو من الاصلاحيين الصرب هذه التسهيلات الأوروبية بأنها"ذات أهمية كبيرة لانعاش الاقتصاد الصربي وتوفير فرص العمل لمواطني صربيا في دول الاتحاد الأوروبي، وهي بذلك تعطي صفة شريك خاص لصربيا، ريثما يتم انضمامها الى عضوية الاتحاد". أما المحلل السياسي لصحيفة"غلاس يافنوستي"التي تصدر في بلغراد دوشان يانيتش، فاعتبرها"رداً على التقارب الذي أظهره أخيراً رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا مع المواقف الراديكالية الصربية في قضايا حلف شمال الأطلسي وكوسوفو والولايات المتحدة، وهو ما تعتبره أوروبا خطراً على استقرار منطقة البلقان". من جهة أخرى، نقل تلفزيون بلغراد أمس، تصريحاً لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حذّر فيه"من عواقب أي اعتراف من جانب واحد باستقلال كوسوفو". وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير:"لا أرى كيف يمكن لاعتراف أحادي باستقلال كوسوفو أن ينشر الاستقرار في أوروبا، في الوقت الذي سيؤدي الى سلسلة ردود فعل في أنحاء مختلفة من العالم، وهو ما تريد روسيا تجنبه". في غضون ذلك، أكد الرئيس التشيخي فاسلاف كلاوس، أن"بلاده تتفهم بصورة جيدة الموقف الصربي الايجابي تجاه حل دائم لقضية كوسوفو". وقال في مؤتمر صحافي عقده مع الرئيس الصربي بوريس تاديتش الذي يزور براغ إن"الحل لكوسوفو لا يمكن أبداً أن يكون بحسب رغبات طرف واحد، لأنه قد يجوز أن تكون نتيجة 6 في مقابل 5 مقبولة، ولكن أن يحصل أحد الطرفين على درجة 10 والآخر صفراً، فهذا ما لا يمكن القبول به، لأنه سيلحق ضرراً ليس بصربيا فقط وإنما أيضاً بكل أوروبا". وفي لندن، يجتمع أعضاء الترويكا الدولية الأميركي فرانك ويزنر والروسي الكسندر بوتسان خارتشينكو والأوروبي وولفغانغ ايشينغير مع الوفد الألباني الذي يرأسه رئيس كوسوفو فاتيمير سيديو اليوم، لسماع موقفه من المحادثات المباشرة التي ستجري بين الطرفين الصربي والألباني في نيويورك يوم 28 أيلول سبتمبر الجاري. وكانت الترويكا اجتمعت أمس مع الوفد الصربي.