تبدأ المحادثات المباشرة بين الصرب والألبان برعاية الترويكا الدولية في شأن الوضع النهائي لكوسوفو اليوم وتستمر على مدى ثلاثة أيام في بادن القريبة من العاصمة النمسوية فيينا، وسط أجواء محدودة من التفاؤل بنتيجة مثمرة. وتشكل هذه المحادثات، السادسة من نوعها بين الصرب والألبان، الفرصة الأخيرة الحاسمة للتوصل الى حل توافقي لقضية اقليم كوسوفو الذي يصر الألبان على استقلاله الكامل بينما يرفض الصرب بالمطلق الاعتراف بذلك. وأعرب ممثل الاتحاد الأوروبي في الترويكا الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي وولفغانغ إيشينغير، عن تفاؤله المحدود بتحقيق تقدم ما في مواقف الصرب والألبان باتجاه الاتفاق، وقال:"أنا واثق من أن هذه الجلسة ستكون مثمرة". ومعلوم أن إيشينغير، أعدّ اقتراحاً لتقديمه في هذه المحادثات، يتركز على تحييد وضع الاقليم لتنظيم العلاقة بين بلغراد وألبان كوسوفو من دون اصدار حكم مسبق على أي تحركات مستقبلية لتقرير مصير كوسوفو. وتعود الفكرة الى الاتفاق الذي أبرم عام 1972 لتطبيع العلاقات بين الألمانيتين آنذاك الغربية والشرقية، وأعلنت بلغراد أنها توافق على هدنة لمدة 20 سنة من دون الاشارة الى اقتراح ايشينغير. ويقود الوفد الصربي في المحادثات الرئيس بوريس تاديتش ورئيس حكومته فويسلاف كوشتونيتسا، في حين يتزعم الوفد الألباني الرئيس فاتيمير سيديو ورئيس حكومته المنتهية ولايته أغيم تشيكو والمرشح لتشكيل الحكومة الجديدة هاشم تاتشي. وقال تاديتش أمس:"وفدنا سيدخل المحادثات، وهو واثق بأن المجال لا يزال متوافراً لإيجاد حل مقبول من كل الأطراف لقضية الاقليم". وشدد على أن الوفد الصربي"سيرفض كل ما يتعلق بالاستقلال، عاجلاً أم آجلاً، ويؤكد أن اعلان الطرف الالباني الاستقلال من جانب واحد، مرفوض مبدئياً وغير شرعي بالنسبة الى صربيا".