فشلت محادثات الفرصة الأخيرة التي أجريت في منتجع بادن النمسوي على مدى ثلاثة ايام برعاية الترويكا الدولية، في تحقيق اتفاق بين الصرب والألبان بخصوص مستقبل كوسوفو، وفي نهاية المحادثات أمس، اكد اعضاء الترويكا الأميركي فرانك ويزنر والروسي ألكسندر بوتسان خارتشينكو والاتحادي الأوروبي وولفغانغ ايشينغير ان مهمتهم ستنتهي برفع تقرير عن الخلاف الى مجلس الأمن في العاشر من كانون الأول ديسمبر المقبل. وقال رئيس كوسوفو فاتيمير سيديو:"يؤسفني القول اننا لم نتوصل الى اتفاق مع صربيا، لأن المواقف متباعدة جداً". وأضاف"إن الاستقلال كوسوفو هو البداية والنهاية بالنسبة الى شعب كوسوفو، ولا يمكننا ان نعطي موعداً لذلك، لكنه سيحصل سريعاً جداً، لأن إقليم كوسوفو لا يمكن ان يكون رهينة اولئك الذين يرفضون استقلاله". وأوضح ان"برلمان كوسوفو هو صاحب الكلمة الفصل في هذه القضية، لكن أي قرار في هذا الشأن سيتخذ بالاتفاق مع المجتمع الدولي والولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، ذلك ان الاستقلال يُلبي الطموح الديموقراطي لشعب كوسوفو". في المقابل، أعلن الرئيس الصربي بوريس تاديتش، ان بلاده"ستلغي أي قرار يتخذه ألبان كوسوفو بالاستقلال، وستستخدم كل التدابير القانونية والديبلوماسية لإفشال مثل هذا القرار". وأضاف في تصريح نقله تلفزيون بلغراد امس، ان"صربيا لا تعترف حالياً سوى بشرعية قرار مجلس الأمن 1244 الصادر في حزيران - يونيو 1999 ويعتبر كوسوفو اقليماً داخل صربيا لعدم صدور أي قرار من المجلس بعده حول مستقبل الإقليم". ولقي عرض صربي مفصل لتسوية تقوم على حكم ذاتي واسع لكوسوفو داخل حدود صربيا، رفضاً فورياً من الزعماء الألبان الذين أكدوا ان اقليم كوسوفو"مستقل عملياً ولا يطالب سوى باعتراف رسمي به من المجتمع الدولي". وتضمن العرض الصربي صلاحيات واسعة لسلطات كوسوفو، بينها"حق تقرير المصير، لكن بموافقة بلغراد"، إلا انه لم يسمح لكوسوفو بالانضمام الى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي، وتشكيل جيش، وجعل العرض الإشراف على السياسة الخارجية وأمور الدفاع ومراقبة الحدود الدولية وحماية التراث الصربي في كوسوفو بيد حكومة صربيا. وكان مجلس الأمن حدّد العاشر من كانون الأول ديسمبر المقبل، موعداً لاختتام المفاوضات بين الصرب والألبان برعاية الترويكا الدولية التي ينبغي عليها ان تقدم بحلول هذا التاريخ تقريراً الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي سيقدمه بدوره الى مجلس الأمن. يذكر انه لا يوجد اتفاق في مجلس الأمن حول الوضع النهائي لكوسوفو، اذ تؤيد الولاياتالمتحدة استقلال الإقليم، فيما ترفضه روسيا داعمة بذلك موقف صربيا، اما الأوروبيون فيحاولون ايجاد موقف مشترك بين كل الأطراف المعنية بهذه القضية، وذلك لأن عدداً من دول الاتحاد الأوروبي تخشى ان يشجع إعلان استقلال كوسوفو من جانب واحد الى مطالب مماثلة في مناطق الصراعات العرقية الأخرى في العالم. وليس معلوماً القرار الذي سيتخذه مجلس الأمن، ويرجح المراقبون ان يؤجل البت في القضية الى العام المقبل، من اجل استمرار محاولات التوصل الى اتفاق، لتعذر المجلس اتخاذ قرار مقبول من كل أطرافه صاحبة حق النقض.