قال مسؤول سوري لپ"الحياة" أمس أن مبادرة رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري "لبنانية صرفة" و"تتضمن عنصراً إيجابياً هو حديثها عن التوافق، لكن سورية ليست وراءها". وأوضح المسؤول ان السفير الفرنسي في دمشق ميشال دوكلو لم يجتمع بعد عودته من مؤتمر السفراء الفرنسيين في العالم في بداية الأسبوع الماضي، مع نائب الرئيس فاروق الشرع أو وزير الخارجية وليد المعلم. ويتوقع أن يلتقي دوكلو المعلم بعد عودته من كازاخستان، وقبل توجهه الى نيويورك في 23 الشهر الجاري. وكان تردد أن دوكلو سمع من مسؤولين سوريين أن مبادرة بري تدخل في إطار جهود دمشق للتجاوب مع طلب فرنسا القيام بدور إيجابي في الاستحقاق الرئاسي اللبناني، وأن سورية تنتظر رد الولاياتالمتحدة والسعودية على مبادرة بري. لكن المسؤول السوري أكد أمس أن مبادرة بري"لبنانية صرفة، وسورية ترى فيها نقطة إيجابية كونها تتكلم عن انتخاب رئيس لبناني بالتوافق ودمشق تدعم التوافق بين اللبنانيين حول كل المسائل. لكن سورية ليست وراءها". وأضاف:"طالما ان سورية ليست وراء المبادرة، فهي لا تنتظر رد أي طرف إقليمي أو دولي". إلا أن المسؤول جدد دعم التحرك الفرنسي، وقال:"سورية أيدت، وتؤيد، المبادرة الفرنسية منذ استضافة اجتماعات سان كلو، لكن لا علاقة لموقفنا من التحرك الفرنسي بمبادرة بري". وكان نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف سأل الجانب السوري عن الموقف من تحرك بري. وقالت مصادر ديبلوماسية روسية أن سلطانوف سمع الموقف نفسه مع الإشارة الى عدم وجود"سوى ردود أولوية"من قوى 14 آذار إزاء المبادرة. وتابعت المصادر ان"ترحيب الرياض بها كان مهماً نظراً الى وزن السعودية". وقالت مصادر سورية ان هناك"اتجاهاً من 14 آذار لربط المبادرة بدمشق، كمقدمة لإحباطها وتبرير رفض التعاطي معها"، مشيرة الى ان طرح بري مبادرته"يرمي الكرة الى ملعب الأكثرية". الى ذلك وعد وفد من تحالف الأحزاب الوطنية اللبنانية المعارضة، بعد لقائه نائب الرئيس السوري فاروق الشرع بپ"التصدي للمشروع الأميركي على الساحة اللبنانية". وكان الشرع التقى أمس الوفد الذي ضم كلاً من أمين عام حزب الاتحاد عبدالرحيم مراد والأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي فايز شكر ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصو ورئيس حركة النضال اللبناني فيصل الداوود. وقالت مصادر رسمية سورية ان اللقاء تناول"الأوضاع على الساحتين اللبنانية والعربية، والتحديات التي تواجه البلدين في هذه المرحلة التاريخية". وقال قانصو عقب اللقاء:"قدمنا قراءتنا للوضع الجاري في لبنان ورأينا أن المشروع الأميركي يضرب في ساحة لبنان كما يضرب في الساحات الأخرى، وهدفه إسقاط لبنان كاملاً في قبضته".