تشهد تونس طفرة استثمارية إماراتية تشمل مشاريع كبيرة في قطاعي المقاولات والاتصالات، كان آخرها إطلاق مشروع"باب المتوسط"الذي ستنفذه شركة"سما دبي"بتكلفة 14 بليون دولار واعتبره التونسيون"مدينة القرن"، الى مشاريع أخرى تزيد على سبعة بلايين دولار، إذ تملكت شركة"دبي للاستثمار"35 في المئة من شركة"اتصالات تونس"، وتنجز شركة"إعمار"العقارية مشروع"القصور"السياحي في مدينة هرقلة. وأنهى نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أمس زيارة لتونس استمرت يومين عكست رغبة الإماراتيين في تكثيف استثماراتهم في تونس. ووضع الرئيس زين العابدين بن علي والشيخ محمد بن راشد حجر الأساس لمشروع"باب المتوسط". وتعهدت المجموعة الإماراتية استصلاح ضفاف البحيرة الجنوبية للعاصمة تونس وتطهيرها تمهيداً لتحويلها من ميناء تجاري الى ميناء ترفيهي، وستمول الإماراتية أعمال التهيئة التي تشمل إنشاء مدينة جديدة مساحتها 837 هكتاراً. ويهدف المشروع الى إقامة مركز إقليمي للتجارة والخدمات في شمال أفريقيا. وستدخل الأبراج للمرة الأولى إلى تونس مع هذا المشروع. وأكد الشيخ محمد بن راشد قبل مغادرته تونس"تطلع الإمارات الى آفاق أرحب وأشمل لتعاون اقتصادي وتكنولوجي وسياحي بمفهوم عصري، يساهم في افتتاح جسور جديدة للتواصل بين مشرق الوطن العربي ومغربه". ورأى أن زيارته لتونس على رأس وفد رفيع"عكست رغبة أكيدة لدى الإمارات في تتويج العلاقات الثنائية بمشاريع استثمارية مشتركة تُحقق الجدوى الاقتصادية والاجتماعية، وتساهم في إيجاد فرص عمل وإبداع للشباب التونسي". أكبر استثمار خليجي وصادق مجلس النواب التونسي أخيراً بالأكثرية على قانون مُثير للجدل، ستمنح تونس بموجبه المستثمرين الإماراتيين حوافز وتسهيلات استثنائية بهدف إنجاز المشروع. وكانت مجموعة"دلة البركة"السعودية استكملت العمل في مشروع تطهير بحيرة تونس الشمالية الذي انطلق مطلع الثمانينات، تنفيذاً لاتفاق مع الحكومة التونسية، ما أتاح بناء مدينة حديثة على ضفاف البحيرة انتقلت إليها السفارات المعتمدة في البلد ومكاتب الشركات الأجنبية، وتتسع ل450 ألف ساكن تقريباً. كما تعهدت مجموعة"إعمار"الإماراتية إنجاز محطة سياحية جديدة على الساحل المتوسطي في مدينة هرقلة 140 كيلومتراً جنوب العاصمة تونس باستثمارات قُدرت ب 1.88 بليون دولار. والتزمت مجموعة"بوخاطر"الإماراتية تشييد مدينة للرياضة تضم 9 كليات رياضية و3 نواد للغولف والتنس والرياضات البحرية، إضافة الى منشآت إدارية وتجارية وسياحية. وتشمل المدينة التي تقدر كلفتها ب 5 بلايين دولار إنشاء عشرة آلاف مسكن، وملعب يتسع ل20 ألف متفرج، إضافة الى قاعة مغطاة متعددة الاستعمالات تتسع لخمسة آلاف متفرج، ما يعني إنشاء مدينة رياضية ثانية في شمال العاصمة تونس رديفة لمدينة رادس الرياضية التي بنيت في الضاحية الجنوبية، لمناسبة استضافة تونس الألعاب المتوسطية في 2004. ويُتوقع أن يستغرق إنجاز المدينة الجديدة التي ينطلق العمل فيها في الأشهر الأولى من السنة المقبلة بين خمسة وستة أعوام. وكان تحالف"تيكوم ديغ - مجموعة دبي للاستثمار"، العضوان في"دبي القابضة"استكمل تملك 35 في المئة من رأس مال مؤسسة"اتصالات تونس"، ما درّ على خزينة الدولة نحو 3 بلايين دينار 2.25 بليون دولار. وانعكست العملية نمواً في الاستثمارات الخارجية خلال العام الماضي، قُدر ب 620 في المئة قياساً الى العام السابق. وأوضح المدير التنفيذي لمجموعة"تيكوم ديغ"أحمد بن بايات أن شراء قسم من رأس مال"اتصالات تونس"يندرج في إطار خطة وضعتها المجموعة لتملك أكثر من 50 في المئة من"الشركة التونسية"، هي جزء من إستراتيجيتها العامة لعقد صفقات في قطاع الاتصالات في الشرق الأوسط ومنطقة البحر المتوسط. وفي سياق متصل باشرت شركة"طيران الإمارات"أخيراً تسيير خمس رحلات أسبوعية مباشرة بين تونسودبي، سعياً الى تكثيف الاتصالات بين البلدين واستجابة طلبات رجال الأعمال. توسع في المغرب العربي وعكست زيارة الشيخ محمد بن راشد تونس الاهتمام الإماراتي المتزايد بالاستثمار في المغرب العربي، إذ تقدمت الإمارات إلى المرتبة الأولى بين المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بپ25 بليون دولار للمرة الأولى، بحسب ما أفاد تقرير أصدرته أخيراً الوكالة الفرنسية للاستثمارات الخارجية. وتُنفذ مجموعات"القدرة"وپ"دبي القابضة"وپ"إعمار"مشاريع استثمارية في المغرب تفوق 20 بليون دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة، منها"مشروع أمواج"لتهيئة ضفتي نهر أبي رقراق، ومشروع كورنيش العاصمة"سفيرة"، ومنتجع"بوكيمدن"السياحي الجبلي في مراكش، ومارينا الدار البيضاء. وستتيح هذه المشاريع استقبال 10 ملايين سائح في 2010، خصوصاً من فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وإسبانيا وبلدان الخليج، وهو الرهان الذي يعول عليه المغرب لتحقيق إيرادات سياحية تزيد على 10 بلايين دولار. وتضاعفت الاستثمارات الخارجية نحو المغرب عشر مرات خلال عقد بفعل التدفقات المالية العربية، خصوصاً من الإمارات والكويت وقطر، مع عودة قوية للاستثمارات السعودية. إذ أعلنت مجموعة"المملكة القابضة"عن نيتها ضخ استثمارات جديدة بدأتها في مشروع"فور سيزنر"في مراكش ب 120 مليون دولار. وأطلقت شركة"الديار"القطرية مشروع"هوارة"في طنجة على المحيط الأطلسي، بتكلفة 660 مليون دولار، لبناء 3 فنادق راقية وتجهيزات سياحية ومساكن فاخرة موجهة إلى السياحة العربية والأوروبية.