أفادت الوكالة الفرنسية للاستثمارات الخارجية، ان المغرب حصل على اكبر حجم من التدفقات الاستثمارية الأجنبية المباشرة الموجهة إلى دول شمال أفريقيا العام الماضي والتي بلغت نحو 12 بليون يورو، حصلت الرباط على نصفها، فيما حصلت تونس على 3.8 بليون يورو، والجزائر 2.3 بليون. وقدرت الوكالة مجموع الاستثمارات الأجنبية في جنوب البحر المتوسط وشرقه ب 65 بليون يورو، منها 16 بليوناً إلى مصر، ثم تركيا 14 بليوناً، تليها إسرائيل ب 13 بليوناً. وقدر حجم الاستثمار الأميركي في المنطقة، خصوصاً في دول الشرق الأوسط ب 25 بليون يورو. وللمرة الأولى تتفوق الاستثمارات الخليجية على الأوروبية في المنطقة، بنسبة 36 في المئة، في مقابل 25 في المئة للاستثمارات الأوروبية، حيث أصبحت الإمارات العربية المتحدة أول مستثمر عربي في مجموع منطقة"مينا" ب 17.7 بليون يورو، بقيادة مجموعات"القدرة" وپ"دبي القابضة" وپ"اعمار"، وتنفذ تلك الشركات استثمارات في المغرب تفوق 20 بليون دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة، منها"مشروع أمواج"لتهيئة ضفتي نهر أبي رقرار، ومشروع كورنيش العاصمة"سفيرة"، ومنتج"بوكيمدن"السياحي الجبلي في مراكش، ومارينا الدار البيضاء. وستسمح تلك المشاريع باستقبال 10 ملايين سائح في 2010، وهو الرهان الذي يعول عليه المغرب لتحصيل إيرادات سياحية تزيد على 10 بلايين دولار. كما تسمح المنتجعات الجديدة بجذب أجانب، خصوصاً من فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وأسبانيا ودول الخليج. وأفادت مصادر ان نحو 10 آلاف فرنسي تملكوا منازل ثانوية في مراكش في النصف الاول من العام الجاري، بينما يتجه الإنكليز والأسبان إلى شراء فيلات في مشروع"فاديسا"السياحي في منطقة السعدية على البحر المتوسط. وتعادل التدفقات الاستثمارية إلى المغرب قيمة الإيرادات السياحية السنوية المقدرة ب 60 بليون درهم، ما يجعل البلاد في وضع جيد في مجال الموارد المالية بالعملات الصعبة، التي تمول عجز الميزان التجاري، وتضاعفت الاستثمارات الخارجية نحو المغرب عشرة أضعاف خلال عقد، بفعل التدفقات المالية العربية، خصوصاً من الإمارات والكويت وقطر، مع عودة قوية للاستثمارات السعودية، حيث أعلنت مجموعة"المملكة القابضة"عن نيتها ضخ استثمارات جديدة بدأتها بمشروع الفصول الأربعة فور سيزنر في مراكش ب 120 مليون دولار. وقُدّرت الاستثمارات الأوروبية في المغرب بتسعة بلايين يورو بين 2003 و2006، خصوصاً من فرنسا وأسبانيا وبلجيكا، وشملت قطاعات الصناعة والاتصالات والمصارف والعقارات والسياحة والبنى التحتية. وتنفذ شركات أوروبية مشاريع استثمارية في مجال"الاوفشور التكنولوجي"وصناعة قطع غيار الطائرات والسيارات. وأطلقت شركة"الديار"القطرية مشروع"هوارة"في طنجة على المحيط الأطلسي، بكلفة 660 مليون دولار، لبناء 3 فنادق راقية وتجهيزات سياحية وعشرات الاقامات الفاخرة الموجهة إلى السياحة الراقية العربية والأوروبية.