قال الناطق باسم الكرملين ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عبر عن "بعض الانفعال" عندما استخدم كلمة "فظاظة" في وصفه موقف روسيا. وقال ديميتري بيسكوف لمجموعة صغيرة من الصحافيين الأجانب الثلثاء:"نعتقد بأن الرئيس ساركوزي برهن عن بعض الانفعال في استخدامه كلمة فظاظة عند الحديث عن السياسة الروسية". وأضاف:"نعتقد انه في هذه الحال، كلمة فظاظة كانت انعكاساً للغة فرنسية جميلة جداً ومحملة بالمشاعر. في الواقع نأمل في بعض التفهم من قبل شركائنا الأوروبيين". ورأى ان ما تحدث عنه ساركوزي"ليس فظاظة بل براغماتية". ودعا ساركوزي روسيا الاثنين الى التخلي عن"الفظاظة"التي تؤكد عن طريقها استعادة وضعها وتقديم مساهمة"إيجابية"في المشاكل الدولية. وقال ساركوزي في خطاب عن السياسة الخارجية ان"روسيا تفرض عودتها على الساحة الدولية من خلال استخدام مؤهلاتها لا سيما النفطية والغازية ببعض الفظاظة، فيما العالم يأمل منها مساهمة مهمة وإيجابية في تسوية مشكلات زمننا يبررها وضعها المستعاد". وأضاف:"عندما نكون قوة كبيرة ينبغي نسيان الفظاظة". على صعيد آخر، أشادت الولاياتالمتحدة الثلثاء بالتقدم في التحقيق في مقتل الصحافية الروسية آنا بوليتكوفسكايا، ودعت روسيا الى متابعة جهود التحقيق، مؤكدة انه"يجب ألا يفلت أحد من العقاب في جريمة". وقال توم كايسي الناطق باسم الخارجية الأميركية غداة إعلان القضاء الروسي توقيف عشرة مشبوهين في مقتل الصحافية المعارضة العام الماضي:"نحن سعداء لأن الحكومة الروسية تواصل التحقيق، ولإحراز تقدم". ولاحظ الناطق ان السلطات الروسية تتابع التحقيق في مقتل صحافي آخر هو الأميركي بول كليبنيكوف في 2004. وقال:"إضافة الى ان كل مجتمع يجب ان يطمئن الى أن أحداً لا يفلت من العقاب حين يرتكب جريمة فان كل ما يمكن ان يبدو موجهاً الى إرهاب الصحافيين والحد من حرية التعبير وحرية الصحافة يشكل مصدر قلق". وقتلت بوليتكوفسكايا المتخصصة في تغطية الشيشان رمياً بالرصاص في السابع من تشرين الأول أكتوبر 2006 في موسكو في مدخل البناية التي تسكنها. وقتل كليبنيكوف بالرصاص في تموز يوليو 2004 حين كان يغادر مقر النسخة الروسية لمجلة"فوربس". وأعلن القضاء الروسي الاثنين، توقيف عشرة مشتبه بهم في قضية مقتل بوليتكوفسكايا التي كانت متهمة بالسعي الى"زعزعة"حكم الرئيس فلاديمير بوتين"من الخارج". وأثار هذا الإعلان تساؤلات في الخارج كما في روسيا التي نادراً ما يتم فيها الكشف عن ملابسات اغتيال شخصيات إعلامية او سياسية. طرف ثالث؟ على صعيد آخر، قال رئيس هيئة الأركان العامة لسلاح الجو الروسي الجنرال إيغور خفوروف أن بلداً ثالثاً يقف وراء حادث الصاروخ بين روسياوجورجيا. وذكرت وكالة أنباء"نوفوستي"أن خفوروف انتقد في مؤتمر صحافي عقده في موسكو تقرير الجانب الجورجي عن الحادث، ووصفه بالمسيّس وغير المهني. ونصح المسؤولين الجورجيين بالبحث عن"المستفز"في مكان آخر غير روسيا. وكانت جورجيا أعلنت أن طائرة روسية اخترقت في السادس من آب أغسطس الجاري مجالها الجوي، وأطلقت على قرية تسيتيلوباني في منطقة غوري صاروخاً موجهاً لم ينفجر. وأشار إلى أن هذا الاستفزاز الفظ نفذ من قبل طرف آخر، ولكن بشكل سيئ. وقال خفوروف إن الصاروخ الذي عثر عليه في جورجيا في السادس من هذا الشهر لم ينطلق من جهة روسيا. وأضاف أن الخبراء الذين عاينوا مكان سقوط الصاروخ سجلوا ملاحظة مهمة، وهي أن وضعه يؤكد على أنه أطلق من الجنوب وليس من الشمال. وتابع قائلاً إن تقارير الجانب الجورجي تؤكد أيضاً على انطلاقه من جهة معاكسة لتلك الجهة التي يتحدث عنها المسؤولون الجورجيون. وشدد على أن روسيا ليست في حاجة لتعزيز قوات الدفاع الجوي في الاتجاه الجنوبي بسبب الحوادث الأخيرة المرتبطة بجورجيا. وقال إن قوات الدفاع الجوي الروسي تعمل بشكل طبيعي، وسترد على أي انتهاك في حال وقوعه، بحسب النظام المتبع.وأكد أن الطيران الحربي الروسي ينفذ طلعاته وفق الخطة المقررة سابقاً. وكانت وزارة الدفاع الجورجية أعلنت في الثاني والعشرين من هذا الشهر أن فترة الأشهر الثلاثة الأخيرة شهدت 9 حوادث انتهاك للمجال الجوي الجورجي.