تحوّل حادث سقوط صاروخ "روسي" قبل يومين على الأراضي الجورجية، إلى أزمة آخذة في الاتساع، بعدما طلب الجورجيون عقد مجلس الأمن في جلسة طارئة. ودخلت واشنطن على الخط متبنية الرواية الجورجية، فيما فتحت تبليسي تحقيقاً مشتركاً مع المفوضية الأوروبية لزيادة الضغوط على موسكو. وبدأت جهود لاستثمار الحادث سياسياً، واستنجدت تبليسي بالأوروبيين والأميركيين في مواجهة ما اعتبرته"هجوماً صاروخياً روسياً على أراضيها". وبعد مرور أقل من يوم على إعلان فتح تحقيق جورجي - أوروبي مشترك، وعرض القيادة العسكرية الجورجية بقايا الصاروخ وصور التقطتها الرادارات الجورجية للمقاتلة التي أطلقته، أمام وسائل الإعلام والخبراء الأوروبيين، تبنّت واشنطن الرواية الجورجية التي نفتها روسيا. ودان بيان أصدرته الخارجية الأميركية"الضربة الصاروخية ضد أراضي جورجيا"، و"عمليات انتهاك المجال الجوي لدولة مستقلة". واللافت أن صيغة البيان حمّلت موسكو بشكل مباشر مسؤولية التصعيد في القوقاز، إذ أشارت إلى أن الخارجية الأميركية"تلاحظ محافظة جورجيا على ضبط النفس، على رغم الهجوم الجوي على أراضيها". وأضاف البيان أن واشنطن"تدعو كل الأطراف للمساعدة في التحقيق الجورجي -الأوروبي، الهادف إلى كشف ملابسات الحادث في أسرع وقت". ونقلت وكالة الأنباء الروسية إيتار تاس عن رئيس هيئة الأركان بالجيش الروسي وصفه اتهامات جورجيا بأنها"استفزاز ضد روسيا". ونقلت الوكالة عن يوري بالويفسكي قوله:"أنا مقتنع بأن هذا استفزاز من جانب جورجيا، إنه استفزاز ضد قوات حفظ السلام الروسية وروسيا ككل". واعتبرت مصادر عسكرية روسية أن جورجيا استغلت حادث الصاروخ للفت الأنظار عن الأوضاع على الجبهة بين جورجيا وإقليم أوسيتيا الجنوبية الساعي إلى الانفصال"بدعم روسي"بحسب الجورجيين، وأن تبليسي هدفت إلى قطع الطريق أمام أي تقدم على صعيد عملية التسوية السياسية مع الإقليم المتمرد. ويؤكد الروس أن تبليسي تسعى إلى فرض حل عسكري للمشكلة بعد الحصول على غطاء دولي يضمن عدم تدخل موسكو. لكن جورجيا تتهم موسكو بمحاولة"ابتزاز"جيرانها في الفضاء السوفياتي السابق، لعرقلة أي مساع للتقارب مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. ويرى الجورجيون أن موسكو تستخدم ورقة الأقاليم الساعية إلى الانفصال، مثل أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا في جورجيا وجمهورية بريدنيستروفيه الانفصالية في مولدافيا، لممارسة ضغوط أكبر على جيرانها. قاذفة "تو 160" على صعيد آخر، أعلن مسؤول عسكري روسي أن قاذفة"تو-160"الاستراتيجية التي تم تطويرها، ستدخل الخدمة في القوات المسلحة الروسية قريباً. وقال قائد قوات الطيران البعيد المدى في سلاح الجو الروسي، اللواء بافيل أندروسوف، إن هذه الطائرة تمر حالياً في مرحلة الاختبارات. يأتي ذلك بعدما وصف رئيس الأركان العامة لسلاح الجو الروسي إيغور خفوروف، مهمة ضمان أمن البلاد بأنها مهمة ذات أولوية بالنسبة للقوات الجوية الروسية. وقال خفوروف في مؤتمر صحافي كرس لمناسبة الذكرى السنوية ال95 لتأسيس القوات الجوية الروسية، إن"الأولوية بالنسبة إلى سلاح الجو الروسي تتمثل في تغطية المجال الجوي لروسيا، وتطوير الطيران الحربي بكل أنواعه". وأشار إلى أن هذه المنظومة ستنتمي إلى الجيل الخامس من أسلحة الدفاع الجوي، وستتفوق على منظومة"أس - 400"التي بدأت القوات الروسية تتسلح بها. في غضون ذلك، دعا زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف أمس، إلى تكوين اتحاد يجمع بين روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا وكازاخستان. وأشار زيوغانوف إلى أنه لا يرى"مستقبلاً تاريخياً"لروسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا، وربما كازاخستان إلا عندما تتحد هذه الدول"، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الروسية نوفوستي في مؤتمر صحافي عقده في موسكو.