نشرت صحيفة"نوفايا غازيتا"التي كانت تعمل فيها الصحافية الروسية المعارضة آنا بوليتكوفسكايا التي قتلت في موسكو السبت، أن الصحافية كانت تعد مقالاً حول التعذيب في الشيشان، معززاً بصور. وقال رئيس التحرير المساعد للصحيفة نصف الأسبوعية لقناة"أن تي في"التلفزيونية أمس:"كنا ننتظر مقالاً لعدد الاثنين مقرراً أن تكتبه وربما تكون كتبته". وأكد رئيس تحرير الصحيفة ديمتري موراتوف أن الصحافية"كانت في حوزتها أيضاً صور بالغة الأهمية تظهر كل ذلك". إلى ذلك، أعلن زملاء الصحافية الروسية المقتولة أن الشرطة التي تحقق في مقتلها تحفظت على القرص الممغنط في جهاز الكمبيوتر الخاص بها وعلى المادة التي جمعتها لإعداد مقال تحقيقي. وفيما استمر البحث عن قاتل بوليتكوفسكايا وضع الذين أحزنهم مقتلها أكاليل الزهور والشموع أمام العمارة التي كانت تعيش فيها الصحافية الشهيرة. وقال فيتالي يورسكفسكي أحد محرري الصحيفة لإذاعة"صدى موسكو":"في الأيام القليلة الماضية كتبت مقالاً عن التعذيب في الشيشان. كان من المقرر أن ينشر غداً الاثنين لكن النص لم يسلم حتى الآن". واكتسبت الصحافية البالغة من العمر 48 عاماً والأم لطفلين، شهرتها من تقاريرها حول الحرب في الشيشان وفازت بعدد كبير من جوائز الصحافة. ووصف الرئيس الشيشاني علي الخانوف مقتل الصحافية بأنه مزعج للغاية. وأوضح أنه كانت لبوليتكوفسكايا"آراؤها الخاصة حول عمليات مكافحة الإرهابيين في الشيشان". وقال في تصريحات أوردتها وكالة"إنترفاكس":"كانت مهتمة بمصير البلاد وحقوق المواطنين". ولم يرد رد فعل من الكرملين على مقتل بوليتكوفسكايا التي كانت معارضة قوية للرئيس فلادمير بوتين، فيما أعربت واشنطن عن"الصدمة والحزن الشديد"لمقتل الصحافية. وأكدت الخارجية الأميركية في بيان على الإنترنت إن بوليتكوفسكايا كانت"شجاعة وملتزمة بتحقيق العدالة حتى في وجه تهديدات سابقة بالقتل". وأضاف البيان:"تحض الولاياتالمتحدة الحكومة الروسية على إجراء تحقيق فوري وشامل للتوصل إلى المسؤولين عن جريمة القتل البشعة هذه ومحاكمتهم". وأشارت إلى أن"تهديد وقتل الصحافيين وبينهم 12 صحفياً في روسيا خلال الأعوام الستة الماضية، بما في ذلك المواطن الأميركي بول كليبنيكوف في التاسع من تموز يوليو 2004، يمثل تحدياً لحرية واستقلال وسائل الإعلام والمعايير الديموقراطية".