زادت سخونة التوتر في العلاقات الروسية - الجورجية بعد إعلان تبليسي عن "إسقاط مقاتلة روسية اخترفت الأجواء الجورجية". ونفت موسكو صحة"الادعاءات الكاذبة"واعتبرتها عملية"استفزاز جديدة تهدف إلى تصعيد التوتر". ودخل السجال الدائر بين البلدين منذ أسابيع مرحلة أكثر سخونة مع إعلان القوات الجورجية أنها أطلقت نار دفاعاتها الجوية على هدف كان يتحرّك فوق منطقة وادي كودور الحدودي و"أسقطت طائرة يعتقد بأنها إحدى المقاتلات الروسية التي اخترقت المجال الجوي". وأكد عسكريون جورجيون أن دفاعاتهم ستواصل العمل على منع الروس من مواصلة الاختراقات الجوية محذرين من احتمال تصعيد الموقف في حال صمّت موسكو آذانها عن الاستماع للموقف الدولي الداعي إلى عدم التدخّل في شؤون جيرانها. ويذكر أن الأزمة بين البلدين شهدت تصعيداً خطراً الأسبوع الماضي عندما أعلنت تبليسي قصف مقاتلات روسية مناطق جورجية بصاروخين، والعثور على بقايا أحدهما وعليه كتابات تدل إلى بلد المنشأ هي روسيا، لكن موسكو كذّبت صحة المعطيات الجورجية بقوة وأصرت على أن مقاتلاتها لم تقم بأي طلعات فوق الأجواء الجورجية. وحمل العقيد ألكسندر دروبيشيفسكي، مساعد قائد القوات الجوية الروسية بقوة أمس على ما وصفه"أكاذيب جديدة تروجها تبليسي"، نافياً صحة "مزاعم عن سقوط طائرة روسية في وادي كودور". وأكد مجدداً عدم قيام بلاده بخرق المجال الجوي الجورجي، متحدياً تبليسي أن تعرض بقايا الطائرة الروسية المحطّمة. واعتبرت أوساط روسية أن تصعيد الموقف مع جورجيا يهدف لإعادة زعزعة الأوضاع في منطقة القوقاز خصوصاً مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية في روسيا، كما يهدف إلى شلّ قدرة الروس على الحركة في اتجاه جهود تسوية النزاع مع إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الساعيين للانفصال عن جورجيا، علماً أن قوات روسية ترابط في منطقة الفصل بين الجانبين ويتهمها الجورجيون بالتواطؤ مع الانفصاليين، فيما تقول موسكو إن جورجيا تسعى إلى إبعاد روسيا تمهيداً لاستخدام القوة العسكرية لإجبار الإقليمين على الاستسلام. على صعيد آخر، ذكر مصدر رسمي في أسطول البحر الأسود الروسي أن سفينة الخفر"لادني"تشارك حالياً في تدريبات مشتركة مع السفن الإيطالية في البحر المتوسط. وستطلق السفن الروسية والإيطالية قذائف على أهداف بحرية وسيتدرب عناصرها على المناورة المشتركة وتنظيم الاتصال والعمليات الدفاعية للسفن عند الإبحار. وكان إرسال السفينة"لادني"إلى البحر المتوسط أثار قلق الأميركيين، خصوصاً بعد تناقل أنباء عن نيات روسية لإعادة تأهيل قاعدة سوفياتية سابقة قرب ميناء طرطوس السوري واستخدامها كمركز أساس للنشاط البحري العسكري الروسي في المتوسط. وعزز المخاوف ما أعلنه قائد القوات البحرية الروسية الأميرال فلاديمير ماسورين أخيراً أن روسيا بصدد استئناف وجود أسطولها الحربي في البحر المتوسط. واعتبر خبراء هذا الإعلان في سياق"مسعى روسيا إلى تعزيز أمنها في ما يعرف بالخاصرة الرخوة لأوروبا". وأنهى ماسورين أمس زيارة إلى واشنطن، وذكرت وكالة الأنباء الروسية"نوفوستي"أنه أنه ناقش ليل الجمعة - السبت في البنتاغون مع ممثلي رئاسة الأركان العامة للأسطول الأميركي قضايا الأمن البحري وتعزيز الثقة المتبادلة بين أسطولي البلدين بما يخدم مصالح الأمن والاستقرار في البحار والمحيطات. وفضلاً عن"لادني"، أبحرت أخيراً سفينة الإنزال"سيزار كونيكوف"من قاعدة الأسطول الروسي في سيفاستوبول البحر الأسود متوجهة إلى البحر الأبيض المتوسط، في رحلة قال عسكريون روس إنها ستكون طويلة جداً. وستجوب السفينة المخصصة لحمل المشاة والمعدات وعمليات النقل والتموين حوض المتوسط وينتظر أن تزور ميناء كان الفرنسي لمناسبة احتضان هذه المدينة مهرجاناً من الفاعليات الثقافية والفنية الروسية. وأظهرت تحركات القوات الروسية أخيراً خطة شاملة لتكثيف الوجود العسكري الروسي في البحار. فإضافة إلى البحر المتوسط، أعادت موسكو نشاطها العسكري في المحيطين الهادئ والأطلسي، كما أرسلت دوريات دائمة إلى حوض القطب الشمالي، وتعمل على حلّ المشكلات التي تواجه نشاطها في البحر الأسود أيضاً.