استكملت موسكو أمس، سحب آخر قطعاتها العسكرية الموجودة على أراضي جورجيا المجاورة، مسدلة الستار على واحد من ابرز الملفات المتفجرة في العلاقات بين البلدين. وأعلن ايغور كوناشينكوف، مساعد القائد العام للقوات البرية الروسية، أن موسكو أكملت أمس نقل المعدات والتقنيات العسكرية، إضافة إلى العسكريين الذين تواجدوا لسنوات في إحدى القواعد السوفياتية السابقة في منطقة باتومي الجورجية. وانطلق آخر قطار حمل المعدات والجنود الى قاعدة عسكرية روسية في أرمينيا المجاورة من دون مراسم خاصة نظراً الى التوتر الشديد في العلاقات بين موسكو وتبيليسي خلال الفترة الأخيرة، ما دفع موسكو الى تسريع عملية سحب قواتها من هناك. وحمل القطار نحو 200 طن من التقنيات العسكرية والأسلحة والذخائر والمعدات، وحوالى 150 جندياً معهم قائد القوات الروسية في جنوب القوقاز الجنرال اندريه بوبوف والجنرال اناتولي دانيلوف آمر القاعدة العسكرية الرقم 12 التي كانت تتمركز في باتومي. وسلمت الوحدات الروسية القاعدة الى وزارة الدفاع الجورجية، منهية بذلك الوجود العسكري الروسي في جورجيا، علماً أن موسكو كانت احتفظت بأربع قواعد عسكرية سوفياتية في جورجيا بعد انهيار الدولة العظمى، انسحبت اثنتان منها في العام 2001، فيما شكل استمرار حوالى سبعة آلاف عسكري روسي مع معداتهم وأسلحتهم في قاعدتي باتومي واخالكلاكي، عنصر توتر حاد وصل الى حد قيام سياسيين جورجيين بوصف الروس بأنهم"قوة احتلال". وسلمت روسيا القاعدة العسكرية في أخالكلاكي إلى الجانب الجورجي في حزيران يونيو الماضي، بناء على اتفاق وقعه الجانبان في العام الماضي ومنح موسكو مهلة حتى نهاية العام 2008 لإتمام انسحابها من الأراضي الجورجية. تعزيز القدرات العسكرية دشنت روسيا مرحلة جديدة في خطط تعزيز قدرات أسطولها البحري بإدخال سفينة حربية متطورة الى الخدمة، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الأولوية ستكون خلال الفترة المقبلة لتزويد الأسطول غواصات جديدة تحمل صواريخ مجهزة برؤوس نووية. وشهدت عاصمة الشمال الروسي سان بطرسبورغ أول من أمس، مراسم تسليم السفينة الحربية الجديدة التي أطلق عليها اسم"ستيريغوشي"وهي من فئة سفن الخفر، تم بناؤها في مصنع محلي في المدينة، وتبلغ حمولتها ألفي طن وسرعتها القصوى 26 عقدة. ويشتمل تسليح"ستيريغوشي"على راجمة صواريخ مضادة للسفن من طراز"أوران"وراجمة صواريخ وقذائف مضادة للطائرات من طراز"كورتيك ام"وعدد من المدافع المجهزة لقتال المسافات القريبة، إضافة الى راجمة طوربيدات من طراز"باكيت ان كي"وهي مزودة أيضاً طائرة مروحية من طراز"كا 27"المخصص لمكافحة الغواصات. وأعلنت مصادر عسكرية ان دخول السفينة الجديدة الى الخدمة الميدانية يأتي في إطار البرنامج الواسع الذي بدأ العمل به قبل نحو عامين لتعزيز قدرات الأسطول الروسي. وبحسب القائد العام للقوات البحرية الروسية الأميرال فلاديمير فيسوتسكي فان الأسطول يحتاج إلى خمسين سفينة من هذا النوع، لاستكمال تجهيزه وفقاً للمتطلبات الحديثة. وأشارت مصادر وزارة الدفاع الى ان استكمال تجهيز الأسطول بهذه السفن سيتم بين العامين 2011 و2015. وكانت القيادة العسكرية أعلنت في وقت سابق أن تنفيذ خطط استئناف الوجود العسكري للأساطيل الروسية في مناطق مختلفة من العالم تستدعي تطوير قدراتها ورفع مستوى الجاهزية القتالية فيها، علماً أن موسكو بدأت منذ شهور تسيير قطع من أسطولها في البحار الدولية وبينها البحر المتوسط مستعيدة تقاليد العهد السوفياتي. في غضون ذلك، أشار مصدر في وزارة الدفاع الروسية إلى أن القيادة العسكرية العليا"تعطي اليوم أولوية قصوى لتزويد القوات البحرية غواصات جديدة تحمل صواريخ مجهزة برؤوس نووية"في إطار برنامج تحديث القدرات العسكرية الذي أعلنت عنه موسكو ويصل مرحلته النهائية مع حلول عام 2015.