عاد التيار الكهربائي جزئيا الى قطاع غزة امس بعد ان استأنف الاتحاد الاوروبي تمويل توريد الوقود الخاص بتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. وساد ارتياح كبير لدى آلاف الفلسطينيين في القطاع بعد عودة التيار الكهربائي قبل ظهر امس، فيما ظل آلاف آخرون يعانون من عدم وصول الكهرباء الى منازلهم نظرا الى ان توربيناً واحداً فقط عاد الى العمل في وقت تستعد فيه شركة توليد الطاقة لتشغيل توربيناً ثانياً من اصل اربعة. وسيعمل التوربين الثاني اعتباراً من اليوم، ما يعني احتمال انقطاع التيار الكهربائي مرتين اسبوعيا عن كل حي ولمدة 8 ساعات في كل مرة. وقال نائب رئيس سلطة الطاقة كنعان عبيد ل"الحياة"ان نحو 360 ألف لتر من السولار الثقيل وصل الى خزانات المحطة امس، مشيرا الى ان هذه الكمية تكفي لتشغيل المحطة 30 ساعة متواصلة. واضاف ان الاتحاد الاوروبي وعد بتمويل نحو 500 ألف لتر اضافي تكفي للتشغيل حتى غد، محذرا من عدم استمرار دخول الوقود، ما يعني توقف المحطة عن التوليد مجددا. وناشد عبيد الرئيس محمود عباس العمل على استمرار تمويل الاتحاد الاوروبي ثمن الوقود الذي تورده الى السلطة الفلسطينية شركة"دور ألون"الاسرائيلية التي اعلنت سابقا انها على استعداد لتوريد الوقود دائماً طالما ان هناك من يدفع ثمنه. وجدد عبيد نفيه أي اتهامات بسرقة وقود المحطة، مشددا على انه لا يصلح الا لتشغيل المحطة فقط. كما نفى ان تكون حركة"حماس"جبت أي اموال من اموال شركة توزيع كهرباء محافظاتغزة، داعيا الاتحاد الاوروبي الى ارسال لجنة تقصي حقائق في هذا الموضوع. وكشف ان الاتحاد الاوروبي استخدم امس الآلية نفسها التي دأب على استخدامها في السابق في توريد الوقود الخاص بالمحطة، واصفا تلك الآلية بأنها دقيقة وصارمة. وقال ان ممثلين عن الاتحاد الاوروبي كانوا وما زالوا يرافقون شحنات الوقود التي تصل الى خزانات المحطة عبر صهاريج تعبأ من انابيب خاصة من معبر"ناحال عوز"شرق مدينة غزة بعد ضخها أسفل الحدود من الجانب الاسرائيلي. من جانبها، اعربت الحكومة المقالة برئاسة اسماعيل هنية عن تقديرها للاتحاد الاوروبي لاستئناف تمويل توريد الوقود للمحطة، وابدت استعدادها لاستقبال لجنة تحقيق في الاتهامات التي وجهها وزراء من حكومة تسيير الاعمال برئاسة سلام فياض لها كي"يطمئن الجميع ولدحض الادعاءات الكاذبة التي تسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن المواطنين". ومع استئناف توريد الوقود الى المحطة وعودة التيار الى معظم سكان القطاع، فإن"حماس"وحكومتها المقالة تكونان كسبتا جولة في الصراع السياسي الدائر بينهما وبين عباس وحكومة فياض وحركة"فتح"في رام الله. وبدا ان كثيرا من المواطنين في القطاع غير مقتنع بالتبريرات التي ساقها الاتحاد الاوروبي ووزير الاعلام في حكومة رام الله رياض المالكي والأمين العام لمجلس وزرائه سعدي الكرنز في شأن سرقة الوقود وجباية الاموال من جانب"حماس". شروط اسرائيلية من جهة اخرى، هدد وزير البنى التحتية الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر امس من ان اسرائيل ستتوقف عن مد قطاع غزة بالكهرباء في حال استمر الفلسطينيون في اطلاق صواريخ ضدها. وقال للاذاعة الاسرائيلية:"اعلن انه في حال لم يتوقف اطلاق الصواريخ على محطة عسقلان الاسرائيلية جنوب اسرائيل التي تؤمن 70 في المئة من التيار الكهربائي لقطاع غزة، فإننا سنقطع الكهرباء التي تزودها هذه المحطة".