تعهد أمس وزيرا المال في الولاياتالمتحدة واليابان، وهما أكبر اقتصادين في العالم، بمراقبة الأسواق عن كثب. وفيما رفعت الصين سعر الفائدة على الودائع 27 نقطة أساس، برزت توقعات بألاّ يرفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة في أيلول سبتمبر خلافاً لتقديرات سابقة. ونفى وزير المال الياباني كوجي اومي وجود خطط لعقد اجتماع طارئ لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، بعد الاضطرابات الحادة في الأسواق العالمية. وكشف في مؤتمر صحافي انه اتصل هاتفياً بوزير الخزانة الأميركي هنري بولسون واتفقا على مراقبة الأسواق عن كثب والإبقاء على اتصالاتهما. وأكد أن"بولسون يقوم بجهود متعددة... اتفقنا على ان نراقب تطورات الأسواق بعناية لفترة". ونفى وزير المال الالماني بير شتاينبروك ان يكون الاقتصاد تعرَّض بشكل عام لأضرار تذكر:"فليس لدي ما يدعو للشك في أن بإمكاننا في اوروبا السيطرة على تداعيات ازمة الرهن العقاري الأميركي"، وتسلّح بآراء لخبراء تشير الى ان أزمة القروض العقارية عالية المخاطر لن تنتقل الى الاقتصاد الحقيقي. وفتحت الأسهم الأميركية على تراجع بعدما أكد وزير المال الأميركي هنري بولسون غياب أي حل سريع لمشكلات سوق الائتمان. وقبل اجتماعه ورئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي بن برنانكي ورئيس لجنة المصارف في مجلس الشيوخ كريس دود لبحث الاوضاع في أسواق المال، قال ان الاقتصاد العالمي قوي وان السيولة ستستقر بعدما يكمل المستثمرون تقييمهم للأخطار. وسجل مؤشر"داو جونز"الصناعي تراجعاً مقداره 0.13 في المئة إلى 13104.36 نقطة، ومؤشر"ستاندرد أند بورز 500"0.02 في المئة إلى 1445.25 نقطة، فيما ارتفع ؤشر"ناسداك"0.08 في المئة إلى 1477.52 نقطة. واعتبر الرئيس التنفيذي لپ"بنك فست ال بي"الألماني الكسندر شتولمان، ان الأزمة في سوق الائتمان العقاري العالي المخاطر في الولاياتالمتحدة، تصعّب على المصارف الألمانية فتح خطوط ائتمان مع شركائها الأجانب. وأبلغ شتولمان الصحافيين ان المصارف الألمانية في"وضع لا يمكن ان يوصف بأنه ليس خطيراً في شكل عام". فلدى المصرف استثمارات تزيد على 1.2 بليون يورو في قطاع الائتمان العقاري العالي المخاطر في الولاياتالمتحدة. ورفع بنك الشعب الصيني أسعار الفائدة على الودائع بواقع 27 نقطة أساس بداية من اليوم من أجل"تحقيق الاستقرار لتوقعات التضخم". وذكر على موقعه على شبكة الانترنت انه سيرفع سعر الإقراض بواقع 18 نقطة أساس. وبذلك ترتفع الفائدة على الودائع لأجل عام الى 3.60 في المئة بينما يزيد سعر الفائدة الأساسي على القروض الى 7.02 في المئة. وتزايدت التكهنات بأن يخفض مجلس الاحتياط الفيديرالي سعر الفائدة من 5.25 في المئة في اجتماعه المقرر يوم 18 ايلول المقبل أو ربما قبل ذلك. والجمعة الماضي، خفض المجلس سعر الحسم الذي يحكم قروض البنك المركزي الأميركي للمصارف بنصف نقطة مئوية الى 5.75 في المئة في خطوة ساعدت على تهدئة اسواق المال. وازدادت الظروف المالية في منطقة اليورو شدة على رغم ضخ البنك المركزي الأوروبي للمزيد من السيولة في الأسواق على مدى الأيام الپ10 الماضية، ما يدفع البنك أن يتريث قبل اتخاذ قرار جديد برفع الفائدة. فخفض مجلس الاحتياط الفيديرالي سعر الحسم وانتظار أن يخفض سعر الفائدة الرئيسي أبعد الاحتمال ان يرفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الى 4.25 في المئة. الأسهم والعملات والمعادن وعاودت الأسهم الأوروبية الارتفاع في موازاة نظيرتها الأميركية أول من أمس. وارتفع مؤشر"يوروفرست 300"الرئيس لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا بنسبة 0.07 في المئة الى 1482.99 نقطة. وفي بريطانيا استقر مؤشر فاينانشال تايمز في حين ارتفع كل من مؤشر داكس الألماني وكاك الفرنسي بنسبة 0.4 في المئة. وفي الولاياتالمتحدة ارتفعت العقود الآجلة على المؤشرات الثلاثة الرئيسية بما بين 0.1 و0.2 في المئة. وارتفع مؤشر"نيكاي 225"للأسهم اليابانية بنحو 1.1 في المئة ليغلق على 15901.34 نقطة مع صعود أسهم شركات التصدير مثل"كانون"مواصلة موجة صعودها مع تراجع الين وانتعاش أسواق الأسهم العالمية. وارتفع مؤشر"توبكس"الأوسع نطاقاً 1.73 في المئة الى 1549.88 نقطة. وارتفع الين بصفة عامة وتراجعت العملات عالية العائد مع استمرار التوتر في الأسواق المالية ما دفع مستثمرين قلقين لتفادي صفقات اقتراض الين لشراء العملات ذات عائد أعلى. وانخفض الدولار 0.7 في المئة الى 114.14 ين وانخفض اليورو بالنسبة نفسها الى 153.75 ين. وانخفض الدولار النيوزيلاندي واحداً في المئة مقابل العملة اليابانية الى 79.23 ين ونزل الاسترليني 1.2 في المئة الى 225.71 ين. وانخفض الدولار الأسترالي واحداً في المئة مقابل نظيره الأميركي الى 0.7985 دولار بينما نزل الاسترليني 0.5 في المئة الى 1.9775 دولار. واستقر الدولار مقابل اليورو عند 1.3471 دولار. وتراجعت أسعار المعادن الأساسية مع استمرار المخاوف المتعلقة بأزمة الائتمان العالمية التي دفعت المستثمرين لبيع الأصول المجازفة. وارتفعت أسعار السندات الحكومية التي تعتبر ملاذاً آمناً في حين تراجعت الأسهم الأوروبية وانخفضت اسهم شركات التعدين"ريو تينتو"وپ"بي اتش بي بيليتون"وپ"أنكلو - أميريكان"المدرجة في لندن بنصف نقطة مئوية. وبلغ سعر النحاس في التعاملات الآجلة في بورصة لندن للمعادن 6970 - 6990 دولاراً للطن منخفضاً 50 دولاراً عن سعر إقفاله أول من أمس. وبلغ سعر النحاس 6730 دولاراً للطن الأسبوع الماضي وهو ادنى مستوى في ثلاثة أشهر ونصف الشهر وخسر 10 في المئة من قيمته في أربعة أيام خلال موجة البيع في الأسواق العالمية. وهبط سعر القصدير 50 دولاراً الى 14150 - 14350 دولاراً للطن بعد ارتفاعه بنسبة خمسة في المئة أمس الاثنين. وزاد سعر الألومنيوم ثلاثة دولارات الى 24700 - 24734 دولاراً للطن. وخسر الزنك 40 دولاراً الى 3040 - 3060 دولاراً في حين بلغ سعر الرصاص 2905 - 2925 دولاراً من 2930 دولاراً.