اعلن الطبيب الفلسطيني محمود سعادة من "لجنة الاطباء الدوليين للحماية من اضرار الحروب النووية" امس ارتفاع عدد المصابين بالسرطان في منطقة جنوبالضفة الغربية نتيجة تسرب اشعاعات من مفاعل ديمونا النووي الاسرائيلي. وقال انه اجرى مسحا مع لجنة طبية محلية في بلدة الظاهرية شمل مساحة يسكنها 35 الف فلسطيني، وتبين نتيجته ان اكثر من 200 فلسطيني في المنطقة مصابون بالسرطان بأنواع مختلفة، علما ان مفاعل ديمونا يقع على مسافة 20 كيلومترا تقريبا من المنطقة. وقدم سعادة في مؤتمر صحافي الطفل لؤي ناجح 11 عاما الذي بدأ يعاني من سرطان الدم قبل اربعة اشهر، وقال والد الطفل عطا ناجح ان اياً من افراد عائلته لم يصب سابقا بهذا المرض، مشيرا الى ان كل ما يعرفه هو ان ولده مصاب بالسرطان ولا يعرف السبب. واضاف:"البحث الذي اجريناه اظهر ان هناك وجودا لمادتي اليورانيوم والبوتاسيوم المشع وبنسب غير طبيعية في اجواء المنطقة". وفي رد على سؤال هل كان متأكدا من ان التسرب يأتي من مفاعل ديمونا النووي، قال سعادة:"قبل عام 1986، لم نكن نلحظ امراضا غير طبيعية، لكن بعد 1986 بدأنا نستقبل مرضى يعانون من امراض غريبة، ومنها تشوهات خلقية وعقم واجهاض متكرر... والاحتمال الاكبر لسبب كل ذلك هو تسربات ديمونا النووية". واضاف:"تقديراتنا ان جدران مفاعل ديمونا قد يكون اصابها تصدع نتيجة الهزات الارضية التي ضربت المنطقة خلال الاعوام الثلاثين الماضية، اضافة الى اعتقادنا بأن معدات مفاعل ديمونا اصابها التلف، وهو ما تسبب بتسرب اشعاعات نووية". وعرض اسماء اكثر من مئتي مصاب بمرض السرطان في منطقة الظاهرية وحدها. وبدأ العمل في مفاعل ديمونا النووي عام 1963، وكان الهدف المعلن من انشائه توفير الطاقة لمنشآت تعمل على استصلاح منطقة النقب جنوب اسرائيل. وفي عام 1986، كشف التقني السابق في مفاعل ديمونا موردخاي فعنونو للاعلام بعض اسرار البرنامج النووي الاسرائيلي الذي يعتقد ان له علاقة بصنع رؤوس نووية. وقال سعادة:"الاشعاعات النووية المتسربة من ديمونا لا تؤثر على سكان الظاهرية وحدها، بل هناك قرى اخرى ومناطق اسرائيلية قريبة، اذا تم البحث فيها سيستخلص ان الاشعاع النووي وصلها". وناشد المؤسسات الدولية والاسرائيلية القدوم الى المنطقة واجراء البحوث اللازمة للتأكد من"ان تسربات مفاعل ديمونا قد تؤدي الى كارثة في المنطقة كلها".