قُتل أمس ما لا يقل عن 32 صومالياً وجُرح أكثر من مئة آخرين، في هجمات واشتباكات متفرقة شهدتها مقديشو، فتحت القوات الإثيوبية في إحداها النار خطأ على حافلة تقل مدنيين، فقتلت 12 منهم وجرحت نحو 60 آخرين. وأعلنت جماعة حقوقية محلية أن قتالاً ضارياً اندلع أمس بين الميليشيات والجيش الحكومي المدعوم بقوات إثيوبية. وقال رئيس"منظمة إيلمان لحقوق الإنسان"سوداني علي أحمد:"سقط القتلى بسبب طلقات نارية وانفجارات في أجزاء مختلفة من المدينة. هذا غير مقبول تماماً وضد حقوق الإنسان". وغداة اتهام منظمة"هيومان رايتس ووتش"الأطراف المتحاربة في الصومال بارتكاب جرائم حرب، فتحت القوات الإثيوبية النار على حافلة تقل مدنيين مساء أول من أمس بعدما اشتبهت خطأ في أن بينهم مسلحين. وأفادت مصادر طبية أن ستة اشخاص توفوا أمس متأثرين بجروح أصيبوا بها في الحادث، ما يرفع عدد القتلى إلى 12. وقال مدير مستشفى المدينة ضاهر دري:"ما زال هناك 93 جريحاً في المستشفى أصيبوا جميعهم بالرصاص". وأشار شهود إلى أن الجنود الإثيوبيين ردوا بعدما أطلق عسكري صومالي خطأ صاروخاً باتجاه الحافلة التي كانت متوقفة عند حاجز للقوات الحكومية. ونفت أديس أبابا مهاجمة جنودها الحافلة. وقال الناطق باسم وزارة الاعلام الإثيوبية زيميدون تيكل:"هذا اتهام لا أساس له من الصحة كالمعتاد. لا يمكننا أبداً أن نفتح النار على مدنيين". وقال أحد المصابين ويدعى ديك هاير 24 عاماً إنه يتذكر أن الحافلة تعرضت لوابل من طلقات الرصاص أصاب بعضها ساقه اليسرى. وأضاف وساقه ملفوفة بالضمادات:"زوجتي كانت حبلى في شهرها الثامن وتوفيت مع جنينها". وتدفق الجرحى على غرفة الطوارئ في مستشفى المدينة. وبكت فليس آدم 8 سنوات الناجية من الهجوم وهي تجلس بجوار جدتها المصابة فوق نقالة. وقالت:"لا أعرف ما حدث. شاهدت أشخاصاً يبكون ويصرخون ثم بدأت جدتي تنزف". وفي المقابل، هاجم مسلحون قاعدة إثيوبية في شمال شرقي مقديشو. وقال شاهد:"سمعنا دوي انفجار ثماني قذائف هاون على الأقل سقطت قرب أحد المصانع ... لحسن الحظ لم يصب أي مدني". ومع تصاعد أعمال العنف ، قال رئيس الوزراء علي محمد جيدي أمس إنه يسعى إلى تأسيس"منطقة خضراء"على غرار العراق، لحماية المسؤولين والزوار الأجانب من هجمات المسلحين. وأضاف:"في الوقت الحالي، تحاول الأجهزة الأمنية الحكومية تأسيس منطقة خضراء يمكن للعاملين في المجتمع الدولي والمعرضين للخطر البقاء داخلها لأهداف أمنية".