برز مجدداً الحديث أمس عن إمكان التوصل الى تسوية ما للتوتر السياسي الحاد الناجم عن الاستحقاق الانتخابي في المتن الشمالي المقرر الاحد المقبل بحسب مصادر العاملين على خط الديمان المقر الصيفي للبطريرك الماروني نصر الله صفير والرابية رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون وبكفيا الرئيس امين الجميل، بعدما ابدى الطرفان المعنيان تجاوبهما مع المسعى البطريركي وروحيته الوفاقية. وكشفت مصادر متابعة للاتصالات الجارية ل"وكالة الأنباء المركزية"ان هذا الموقف الملتزم توجهات صفير كانت نقلته الى الديمان اول من امس, زوجة الرئيس الجميل السيدة جويس, وامس نقله عضو"تكتل التغيير والاصلاح"ابراهيم كنعان الذي عاد الى الرابية على ان يزور الديمان ثانية في اطار المساعي القائمة. ولفتت المصادر الى بدء ظهور ملامح تسوية متزامنة مع اجتماع مجلس المطارنة الدوري الشهري الذي ينعقد في الديمان اليوم حيث سيتوقف عند هذا الموضوع. وتوقعت مصادر مطلعة ان يرد مجلس شورى الدولة الطعن بشرعية الانتخابات الفرعية ما يعني استبعاد مخرج تأجيل الانتخابات استناداً الى قبول مجلس الشورى بالطعن. واستبعد أمس, وزير الشباب والرياضة احمد فتفت, ان تكون الحكومة"في صدد اتخاذ اي قرار يؤدي الى تأجيل الانتخابات الفرعية في بيروت والمتن الشمالي", مؤكداً"ان الاجراءات اتخذت لمنع احتكاكات"بين مناصري المرشحين الذين ينتمون الى تيارات سياسية متنافسة. وقال فتفت لإذاعة"صوت لبنان":"هناك خطاب انتخابي, للاسف البعض جعل منه خطاباً تصعيدياً في بعض الأحيان, ولا اعتقد بأن هناك مخاطر فعلية بمعنى الاحتكاك, الا اذا اراد اي طرف ان يجعل منها ازمة في البلد, لكن القوى الأمنية على الأرض ستتصرف وفق مسؤولياتها وواجبها بشكل متوازن لمنع اي اضطراب قد يصيب هذه العملية الديموقراطية الطبيعية في لبنان". وأعرب النائب السابق فارس سعيد في حديث الى إذاعة"صوت لبنان"عن اعتقاده بأن"لا رابط بين الاستحقاق الانتخابي في المتن والاستحقاق الرئاسي، فالذي يربح في المتن، ليس هو من يكون رئيس جمهورية لبنان، فحسابات رئاسة الجمهورية مختلفة عن حسابات الانتخابات النيابية، لكن ما من شك في ان هذه الانتخابات الفرعية هي انتخابات لها معان مختلفة. وفي الأولوية لها معنى أخلاقي بالنسبة إلينا وهو الوفاء لشهادة بيار الجميل، ولها معنى سياسي، هو خيار المسيحيين في ان يعود المتن قلب لبنان النابض في عملية الحياة السياسية اللبنانية، او يربط المتن بساحة رياض الصلح والأحداث الاقليمية". وكان عضو"تكتل التغيير والإصلاح"النيابي إبراهيم كنعان التقى البطريرك الماروني نصر الله صفير, واطلعه على وجهة نظر التكتل من موضوع الانتخابات وقال:"أكدنا ان الموضوع هو سياسي، وأي خلاف اليوم يجب ان يكون محصوراً بالمسألة السياسية الديموقراطية، وهي لا تتناقض نهائياً مع عملية الحفاظ على الأعراف والتقاليد المسيحية من كل الأنواع. والأعراف المسيحية أيضاً كما التقاليد لا تعني الإهانات ولا التباعد ولا تعني رفض الآخر، كما ان الديموقراطية لا تعني الإلغاء ولا تعني في أي حال من الأحوال عدم إمكان الوصول الى خيارات سياسية لبنانية وطنية، وإذا كنا نتحدث عن المتن فإنها اعتبارات متنية يقبلها الجميع". وقال كنعان:"الذي يريد التوافق لا يجوز ان يتهم زوراً، والذي يريد الحل عليه ان يفتش عن مكان نلتقي فيه في السياسة، وحفاظاً ليس على مصلحة سياسية بل على حقوق لبنانية ومسيحية مشروعة. وانطلاقاً من هنا، نحن وضعنا كل هذه الأفكار والتصورات والشروحات في يد صاحب الغبطة ولنا ملء الثقة بأن كل هذه الأمور ستسير بهدوء وبروية وبحكمة كما يجب ان تكون وكما تريد الكنيسة المارونية ان تكون". وعما اذا كان لا يزال هناك إمكان للحل، قال:"العماد عون قال انه ليس صحيحاً كل ما ذكر وقيل عبر حملات شنت من هنا من الديمان او من أماكن أخرى وهي حملات لا تمت الى الحقيقة بصلة، وموقف العماد عون واضح. خلفية الطعن بالانتخابات وبمرسوم الانتخابات لم تكن من اجل مقعد بل للحفاظ على حقوق مشروعة للبنانيين وللمسيحيين تحديداً نسبة الى صلاحيات رئاسة الجمهورية. وسأكرر القول ان الاحتكام الى القضاء ليس تعطيلاً كما اتهمنا، والمشاركة في الانتخابات ليست إلغاء ولا ثورنة. والمشاركة في الانتخابات التزام الديموقراطية في البلد، وأيضاً المقاطعة اذا قررنا ليست هروباً". والتقى صفير النائب سمير فرنجيه والنائبين السابقين منصور غانم البون وفارس سعيد من قوى 14 آذار, وجرى البحث كما قال فرنجية في"كيفية الحد من التشرذم خصوصاً في هذه المرحلة الوطنية، سواء التشرذم الوطني أم المسيحي". ولفت فرنجية الى ان"هناك مساعي اليوم لتجنب المعركة في المتن، والمسعى الأساسي هو الرجوع الى كلام البطريرك صفير في عظة الأحد وإنهاء هذه المرحلة والتأكيد ان اغتيال بيار الجميل لن يتكرر مرة ثانية. الجو اليوم في المتن جو جيد انتخابياً، الناس باتت واعية واتخذت خياراتها وعلمت ماذا تريد، وبالتالي النتيجة محسومة، فإذا كان البعض يريد تجنب هذه المعركة فهناك أسلوب واحد هو الإقرار بأن هذا المقعد شغر بسبب القتل من اجل عدم تأكيد قتل بيار الجميل مرة ثانية، لذلك لينسحب من يجب ان ينسحب وبالتالي يكون قدم خدمة الى المتن والمسيحيين عموماً ومن دون مفارقة او وساطات بل فقط موقف اخلاقي". واعتبر عضو تكتل"التغيير والإصلاح"نبيل نقولا، في حديث تلفزيوني،"إن التيار الوطني الحر، يتمنى ان تكون المعركة ديموقراطية، لأن من سيربح هو إبن المتن أياً كان". وعن امكان التوصل الى تسوية في اللحظة الاخيرة قال:"الجنرال إنساني جداً وهو لا يؤخذ بالقوة بل باللطف، ومن كان يريد التسوية لا يتهم الجنرال باغتيال بيار الجميل". كرامي: إما المقاطعة او المشاركة اما رئيس الحكومة السابق عمر كرامي، الذي التقى أمس, وفداً يمثل لقاء رؤساء الأحزاب الوطنية المعارضة في طرابلس للبحث في آلية إنجاز ورقة عمل لتحالف الاحزاب الوطنية لقيام جبهة عريضة, فأشار الى انه كان يفضل"ان نلتزم بقرار واحد إما المقاطعة او المشاركة"في الانتخابات الفرعية، وقال:"على كل حال هذا ما حصل، نحن نعتقد ان المعركة في بيروت معركة حلوة جداً، لكن بالفعل كما قلت لم يكن هناك تنسيق مسبق".