بعد أيام على استدعاء قطر موفديها في اللجنة اليمنية "البرلمانية - الرئاسية" المشرفة على تنفيذ اتفاق وقف "التمرد" في محافظة صعدة اليمنية، تمكنت اللجنة من الاجتماع مع زعيم"التمرد"عبدالملك بدر الدين الحوثي في أحد معاقله للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب بين"الحوثيين"والقوات الحكومية أواخر كانون الثاني يناير الماضي. وتناول أعضاء لجنة الوساطة طعام الغداء في ضيافة"الحوثي"بعدما جرى ترتيب اللقاء عبر وسطاء بصورة سرية منذ نحو 4 أيام، وبعد مغادرة الموفدين القطريين إلى الدوحة بناء على استدعاء من حكومتهم للتشاور وتقويم ما أنجزته اللجنة، بالإضافة إلى رفض القطريين مطالب جديدة ل"الحوثي"وعدم امتثاله للتفاوض والحوار المباشر مع اللجنة على اعتبار أن قطر هي الدولة الوسيطة في النزاع وتكفلت بالمساهمة في صندوق إعادة إعمار صعدة وتعويضات الحرب بنحو بليون دولار. وأكدت ل"الحياة"، مصادر قريبة من اللجنة، أن اللقاء مع"الحوثي"خُصص لاقناعه بضرورة عدم المماطلة في تنفيذ بنود اتفاق وقف"التمرد"والمضي في اخلاء التحصينات والمواقع التي يتمركز فيها أتباعه والنزول من الجبال وتسليمها إلى القوات الحكومية، بإلاضافة الى البحث في التعويضات وإعادة الأعمال وتأمين النازحين، تمهيداً لعودتهم الى بيوتهم وقراهم ومزارعهم تزامناً مع عودة"الحوثيين"الى مناطقهم وبيوتهم وتسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة. وأضافت المصادر ان"الحوثي"تفهم عدداً من النقاط طرحتها اللجنة، لجهة انهاء الحرب والتمرد وتجنب ما يعيدها مجدداً، وترك انطباعاً ايجابياً لدى أعضائها. ولفتت إلى أن هذه التطورات في صعدة على صعيد التقارب بين لجنة الوساطة و"الحوثيين"ربما تسرع في عودة الموفدين القطريين لاستكمال مهمة تنفيذ الاتفاق، خصوصاً أن الدوحة لم تبلغ صنعاء عن موعد محدد لعودة موفديها، وبررت دعوتهم للتشاور والتقويم ولم تعلن انسحابها من الوساطة لانهاء الحرب في صعدة بين"الحوثيين"والحكومة اليمنية.