بدأ "المتمردون" الحوثيون الانسحاب جزئياً من حصونهم في جبال بعض مديريات محافظة صعدة اليمنية، وتسليم اسلحتهم ابتداء من صباح أمس إلى لجنة الوساطة المخولة الاشراف على تنفيذ اتفاق وقف التمرد والحرب، بعد ايام من تعثر هذه الخطوة نتيجة صعوبات واجهت عمل اللجنة. وأكدت مصادر في صعدة ل"الحياة"أن اللجنة توصلت في ساعة متأخرة من ليل الثلثاء - الأربعاء إلى اتفاق تقضي مرحلته الأولى بانسحاب أتباع الحوثي من مناطق ضحيان والجعملة ورغافة وسارة في مديرية مجزر، والمناطق التي يتحصنون بها في مديريتي باقم وقطابر، وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي بحوزتهم والعودة إلى بيوتهم ومناطقهم. وقال النائب ياسر العواضي، الناطق باسم اللجنة، إن التزام الحوثي وأتباعه تنفيذ الاتفاق"سيُشجع اللجنة على استئناف عملها بروح متفائلة". وكانت الحكومة اليمنية أقرت أول من أمس تأسيس صندوق لإعادة إعمار المناطق المتضررة من معارك صعدة منذ الحرب الأولى في العام 2004، ويقوم هذا الصندوق بتنفيذ عدد من المشاريع التنموية والخدمية والانتاجية وتقديم التحويلات والتسهيلات لإقامتها. إلى ذلك، قالت المصادر ذاتها إن لجنة مشتركة من ممثلين لدولة قطر، باعتبارها وسيطاً لانهاء الحرب والتمرد، وممثلين عن الرئاسة اليمنية، إلى جانب لجنة الوساطة المشرفة على الاتفاق والمؤلفة من 9 أعضاء، يعملون معاً لتنفيذ الاتفاق بين الحكومة والحوثيين، حيث باشرت ظهر أمس وقف العمليات المسلحة ونزع سلاح أتباع الحوثي. وأشارت الى أن أولى المجموعات المسلحة بدأت ظهر أمس بمغادرة الجبال الى نقطتي"استقبال"في مديرية مجز يتم فيهما تسلم الاسلحة التي كانت بحوزتهم وتقتصر على الأسلحة المتوسطة والثقيلة واستثناء الأسلحة الخفيفة، بالإضافة الى اتفاق آخر على نقطتي تسليم أخرى في قطابر وباقم سيبدأ العمل فيهما لاحقاً. وفي السياق ذاته، قالت مصادر قريبة من الحوثيين في صعدة"إن أنصارنا لم يحدث منهم أي عرقلة للجنة المكلفة بالاشراف على تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، ولا توجد شروط جيدة من قبلنا اطلاقاً". واضافت أنه لا يوجد أي انشقاق أو خلاف بين الحوثيين، و"نحن مستعدون لتنفيذ الاتفاق، بعيداً عن التدخلات المخلة في عمل اللجنة من قبل بعض قادة الجيش وزعماء القابئل ومحاولات افشالها".