دعت واشنطن ألبان كوسوفو إلى ضبط النفس وعدم الانفراد بإعلان الاستقلال من دون التنسيق مع المجتمع الدولي، فيما قرر الاتحاد الأوروبي بدء المحادثات الجديدة، بخصوص مستقبل الإقليم في أيلول سبتمبر المقبل وأن يختار ممثله للشؤون الخارجية خافيير سولانا الفريق الذي سيشرف عليها. وأفاد رئيس كوسوفو فايتمير سيديو لتلفزيون العاصمة بريشتينا أمس، بعد محادثات الوفد الألباني مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ومسؤولين آخرين في واشنطن، بأن الولاياتالمتحدة"ستواصل تأييدها لاستقلال كوسوفو، وأن يتحقق ذلك خلال السنة الحالية ومن دون تقسيم لأراضي الإقليم"بين الألبان وصربيا. وأضاف أن"إعلان الاستقلال سيتم بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، ومن دون أن يكون أحادياً من جانب الألبان". وأوضح سيديو أن"إعلاناً رسمياً للاستقلال سيحصل في الوقت المناسب، وبالتعاون والشراكة الوثيقة مع المجتمع الدولي، الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي في الدرجة الأولى". وأشار إلى أن"رايس دعت كل الألبان إلى ضبط النفس، وحذرتهم من أن إعلان الاستقلال من دون التنسيق مع المجتمع الدولي، سيلحق ضرراً بقضيتهم ولن يمنحهم أي كسب في تحقيق هدفهم". وضم الوفد الألباني إلى واشنطن كلاً من رؤساء: كوسوفو فايتمير سيديو والحكومة أغيم تشيكو والبرلمان كولي بيريشا، إضافة إلى المسؤول السياسي"لجيش تحرير كوسوفو"السابق هاشم ثاتشي وعضو الوفد الألباني المفاوض مع الصرب فيتون سوروي. واعتبر المراقبون في بريشتينا أن تخفيف لهجة رايس الداعمة للاستقلال، تشير إلى أن الولاياتالمتحدة تعارض إعلان الاستقلال في 28 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، وأنها بدأت تقترب من نهج الاتحاد الأوروبي الذي يتسم ببعض التحفظات تجاه الاستقلال الكامل السريع، ويفضل التوصل إلى اتفاق مع روسيا يضمن قسماً من مطالب بلغراد، وهو ما يثير حفيظة المتشددين الألبان الذين يصرون على الاستقلال الكامل الفوري وإلاّ العودة إلى حمل السلاح. وفي غضون ذلك، نقل تلفزيون بلغراد عن مصادر الاتحاد الأوروبي، أن مسؤول الشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد خافيير سولانا كُلِّف باختيار المشرف على المحادثات الجديدة بين الصرب والألبان والطاقم المساعد له، والتي يرى الاتحاد أن أيلول المقبل هو الوقت المناسب لبدئها. وأضاف التلفزيون أن العديد من دول الاتحاد أبدت تحفظاً تجاه استقلال كوسوفو في وقت قريب، وارتأت انضمام كل من صربيا وكوسوفو إلى عضوية الاتحاد أولاً، ومن ثم حل القضية بحسب الأسس التي تقوم عليها العلاقة بين أعضاء الاتحاد.