نددت الولاياتالمتحدة بعرض الحكومة الصربية اجراء مفاوضات مع القيادة الألبانية في كوسوفو ووصفته بأنه محاولة دعائية وأكدت استعدادها لتقديم مساعدات عسكرية الى الدول المجاورة لاقليم كوسوفو من أجل المساهمة في تعزيز الاستقرار في البلقان. من جانبه دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي خافيير سولانا الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش الى ضرورة التخلي عن أسلوب المواجهة واللجوء الى الحوار مع الألبان في كوسوفو. وصرح سولانا أثناء وجوده في تيرانا ان "الوضع في كوسوفو متوتر لكن الحكومة الألبانية استخدمت أسلوباً حكيماً في تعاملها مع هذه الأزمة". وفي واشنطن اعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جيمس روبن دعوة بلغراد الى الحوار بأنها نوع من الدعاية "لأنها صممت بشكل يجعل أي محادثات مستحيلة". وأعلن استعداد الولاياتالمتحدة لتقديم مساعدات عسكرية الى دول البلقان المجاورة لاقليم كوسوفو في اطار برنامج الشراكة من أجل السلام "بهدف احتواء أي صراع اقليمي وتعزيز الاستقرار في المنطقة". وأشار الى أن واشنطن قررت ايفاد نائب وزيرة الخارجية ستروب تالبوت في جولة على الدول المتاخمة لصربيا "للنظر في امكان توسيع قوة حفظ السلام الدولية في مقدونيا بسبب الأزمة في كوسوفو". ورفض الزعماء الألبان امس الجمعة لليوم الثاني على التوالي حضور المفاوضات التي دعت اليها حكومة صربيا ووصفها قائد الحركة الوطنية الألبانية في كوسوفو ابراهيم روغوفا بأنها "جاءت مع استمرار حملة التطهير العرقي وتعمدت التعامل مع الألبان كأقلية داخل صربيا". ونقل تلفزيون بلغراد عن رئيس وفد المفاوضات نائب رئيس حكومة صربيا راتكو ماركوفيتش قوله ان "كوسوفو جزء من صربيا وقضيتها من الشؤون الداخلية". وأوضح ان عرض الحكومة الصربية للمفاوضات سيبقى مفتوحاً من دون شروط في أي زمان ومكان في أراضي صربيا. ويذكر ان الأحزاب الصربية الحكومية والمعارضة متفقة على معالجة الحكومة الحالية لقضية كوسوفو في حين ان جميع القيادات الألبانية في كوسوفو مؤيدة لمبدأ الاستقلال ولكنها مختلفة في كيفية تحقيق ذلك. وشارك آلاف الطلاب الألبان أمس في تظاهرات وسط العاصمة بريشتينا بالقرب من مبنى المركز الإعلامي الأميركي وأحاطت بها أعداد كبيرة من الشرطة الصربية بعرباتها المصفحة ولم تحدث اشتباكات ذات شأن. وأكدت وسائل الإعلام المستقلة في بلغراد أمس الجمعة استمرار هجمات القوات الصربية الى الغرب من العاصمة بريشتينا وذكرت صحيفة "ناشابوربا" ان العمليات الصربية شملت قرى عدة في بلدية سربتسا "بحثاً عن بقايا الارهابيين الانفصاليين الألبان".