تقوم الدول الغربية المعنية بملف كوسوفو بمساع للتوصل إلى قرار في مجلس الأمن يتفادى حق النقض فيتو الروسي، فيما تتوقع بلغراد أن يتخلى مشروع القرار الأميركي الأوروبي الجديد عن ربط المحادثات بين الصرب والألبان بالاستقلال التلقائي بعد ستة أشهر. ووصل إلى بلغراد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأوروبية دانييل فرايد أمس، قادماً من بريشتينا عاصمة كوسوفو، وأفاد بعد محادثاته مع الرئيس الصربي بوريس تاديتش ورئيس حكومته فويسلاف كوشتونيتسا، أن بلاده"على رغم أنها لا تزال متمسكة باستقلال كوسوفو، فهي تعمل على إعداد مسودة مشروع قرار جديد لمجلس الأمن خلال الأيام العشرة المقبلة، يحظى بقبول صربيا وروسيا، ويحول دون استخدام موسكو للفيتو، وذلك من خلال تأجيل الاستقلال إلى وقت لاحق ومناسب". إلى ذلك، أفاد تلفزيون بلغراد أن الرئيسين تاديتش وكوشتونيتسا"أبلغا فرايد بوضوح، أن صربيا ترفض بالمطلق أي نص في القرار يشير إلى الاستقلال في أي وقت من الأوقات". ونقل التلفزيون عن الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك أن"المناقشات متواصلة داخل مجلس الأمن من أجل قرار جديد يمنح مهلة لأسابيع أو أشهر لمناقشة خطة المشرف الدولي مارتي أهتيساري في شأن مستقبل كوسوفو، وذلك في مسعى لحشد أكبر دعم ممكن لها". في غضون ذلك، أجرى كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الصربي فوك ييرميتش محادثات في بروكسيل أمس، بمشاركة مسؤول الشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. وأكد تلفزيون بلغراد، نقلاً عن مصادر قريبة من سولانا أن المحادثات"اتجهت نحو إيجاد حل لكوسوفو مقبول من كل الأطراف في غضون الأشهر الستة المقبلة، يقوم على توحيد الأفكار المتباينة الغربية الألبانية من جهة، والروسية الصربية من جهة أخرى". وكان بان كي مون أكد في تصريحات له أن"معارضة روسيا لاستقلال كوسوفو، تتطلب العمل على معالجة القضية بطريقة أوسع وأكثر استراتيجية". ودعا سكان كوسوفو"إلى عدم القيام بخطوات من طرف واحد، ما دامت الأممالمتحدة تعمل لمشروع قرار في شأن مستقبل الإقليم". وتأتي التحركات الدولية الجديدة، بعدما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده"لن تسمح بتمرير أي قرار في مجلس الأمن يتعلق بإقليم كوسوفو، لا تقبله صربيا".