ولد روبرت ستيفن صن بادن باول المعروف بحرفي اسمه الأولين B.P. في المنزل الكائن في 6 شارع ستانهوب الآن 11 ميدان ستانهوب، في بادنغتون في لندن يوم 22 شباط فبراير عام 1857، وكان السادس من الذكور والثامن من مجموع الأطفال العشرة لريفريند بادن باول الاستاذ في جامعة أكسفورد. أما والده الروحي فهو روبرت صن ابن جورج ستيفن صن مخترع السكك الحديدية. توفي والد بان باول وقت كان في الثالثة من عمره، ولم يترك شيئاً لأسرته. تلقى بادن باول علومه الأولى من والدته ثم التحق بعد ذلك بمدرسة روز هيل في تونبريدج في ويلز، إذ حصل على منحة لدى مدرسة شارتر هاوس التي كانت في لندن حينما التحق بها ثم سرعان ما انتقلت أثناء وجوده فيها إلى غود المينغ في مقاطعة سوري من الريف الانكليزي، حيث واتته الفرصة ليكون قريباً من حضن الطبيعة التي أصبح لها تأثير عظيم في حياته في ما بعد. وكان كثيراً ما يختبئ من المدرسة في الغابة التي تحيط بها، كما كان ينطلق في صيد الأرانب البرية وطهوها إذ كان طاهياً ماهراً. واستفاد بادن باول من العطلات وكان يبحث عن المغامرة مع أشقائه دائماً. وفي إحدى العطلات قاموا برحلة استكشافية بالقارب حول الساحل الجنوبي لانكلترا، وفي رحلة أخرى استشكفوا منابع نهر التايمز بقارب من الكانوي، وكانت مثل تلك الرحلات نادرة الحدوث للفتيان الصغار ذلك الوقت. عام 1876 سافر الى الهند ضابطاً في الجيش متخصصاً في الفنون الكشفية وعمل الخرائط والاستطلاع، ثم ما لبث أن قاده نجاحه الى تدريب جنود آخرين للعمل نفسه. وحين عودته الى الوطن عام 1903 صادف نجاحاً وشعبية باعتباره بطلاً قومياً، كما وجد أن الكتيب الصغير الذي أعده لجنوده مساعدات في النواحي الكشفية استخدمه قادة الشباب والمدرسون في أنحاء البلاد في تدريبهم. وفي عام 1908 أصدر كتاب"الكشافة للفتيات"الذي ترجم إلى أكثر من 35 لغة وانتشرت الكشافة بسرعة في كل أنحاء الامبراطورية البريطانية، وكذا في الدول الأخرى حتى توطدت عملياً في كل جزء من العالم، ثم استؤصلت بعد ذلك من بعض الدول التي أصبحت تحت الحكم الشمولي. وفي عام 1910 تقاعد بان باول من خدمة الجيش في سن الثالثة والخمسين، بناء على نصيحة الملك إدوارد السابع الذي اقترح عليه ان يخصص وقته للحركة الكشفية، وهكذا كان. وبدأت حركة الكشافة للفتيات عام 1909 حينما حضر بعضهن الاجتماع الكشفي الأول في قصر كريستال بالاس في لندن وسألن بادن باول كيف يمكنهن المشاركة في الحركة الكشفية. تم عقد لقاء كشفي عالمي في أوليمبيا لندن عام 1920 وفي الحفل الاختتامي بويع بادن باول بالإجماع زعيماً للكشافة في العالم. وفي 8 كانون الثاني يناير 1941، وفي سن الثالثة والثمانين، توفي بادن باول وووري الثرى في قبر متواضع فوق جبل كينيا في بلدة نيري ونقش على بلاطة قبره"روبرت بادن باول رئيس كشافة العالم". بعده تسلمت زوجته الليدي أولاف بادن باول الرسالة في تنمية الكشافة والمرشدات حول العالم حتى وفاتها عام 1977 ودفنت بجوار اللورد بادن باول في بلدة نيري.