قال مصدر ليبي ل "الحياة" إن العقيد معمر القذافي اعتبر أن زيارة زوجة الرئيس الفرنسي سيسيليا ساركوزي لطرابلس لمناشدته ترحيل الممرضات والطبيب البلغاريين المتهمين بنقل فيروس الايدز إلى مئات الأطفال الليبيين، كانت"بمثابة مفتاح الحل"في هذه القضية الإنسانية. وكانت ليبيا خففت حكم الإعدام بحق المتهمين إلى السجن المؤبد بعد تسلم أسر أكثر من 400 طفل مصاب تعويضات تبلغ مليون دولار لكل عائلة. وتجرى مفاوضات بين طرابلس والاتحاد الأوروبي وبلغاريا لترحيل الممرضات والطبيب الفلسطيني الذي منحته صوفيا جنسيتها لقضاء العقوبة في بلادهم. ويزور الرئيس الفرنسي ليبيا الأربعاء المقبل. وأشار المصدر الليبي إلى أن ساركوزي وصلت إلى ليبيا برفقة الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان، وأن القذافي استقبلها فور وصولها في مقر إقامته في طرابلس، حيث أثارت معه قضية الممرضات والطبيب، وطالبت بالإفراج عنهم،"على اعتبار أن مثل هذه المبادرة تظهر للعالم انفتاح ليبيا ووجهها الحضاري". وأضاف أن زوجة الرئيس الفرنسي"عبرت أيضاً عن استعداد بلادها لتقديم مساعدات إنسانية للأطفال المصابين وتجهيز مستشفى بنغازي، وهو ما رد عليه القذافي بالقول إن هذه القضية جنائية، وهناك قوانين نلتزم بها". ولفت إلى أن طرابلس سمحت لساركوزي بزيارة الممرضات ولقائهن من دون أي مسؤول ليبي، وأنها حاورت إحداهن باللغة الإنكليزية، محاولة إحياء ثقتهن في جهود العمل على إطلاقهن، قبل أن تنتقل إلى بنغازي حيث زارت أقسام مستشفى الأطفال، والتقت عائلات المصابين. وكشف أنها"حاولت إقناعهم بأنه على رغم مأساتهم الكبرى، فإنه لا يمكن لهم البقاء على موقفهم المتشدد. وأن التسامح هو جزء من الإسلام، لذلك ينبغي أن يسامحوا الممرضات. وشكا الأهالي من أن الجميع يهتمون بالممرضات، ولا أحد يهتم بالأطفال الذين مات بعضهم". وأضاف أن لقاء ساركوزي بالأطفال المصابين"أثر فيها كثيراً". وأكد أن القذافي يريد استمرار ساركوزي في العمل على حل القضية، وأنها وعدت بذلك. عرض اوروبي وفي بروكسيل رويترز عرض الاتحاد الأوروبي أمس إمكان تعزيز العلاقات بسرعة مع ليبيا في حال توصلت طرابلس وصوفيا إلى تسوية مرضية لقضية الممرضات والطبيب. وقال ديبلوماسي كبير في رئاسة الاتحاد:"إذا انتهت هذه العملية كما نريدها، فإن تعزيز العلاقات مع ليبيا يصبح احتمالاً كبيراً، وسيحدث". وأضاف أن الاتحاد سيرفع مستوى العلاقات مع ليبيا إلى مستوى التعاون نفسه مع الدول الأخرى في شمال أفريقيا، ليغطي علاقات التجارة والمساعدات الاقتصادية والهجرة والعلاقات الثقافية والسياسية. وأشار إلى أن"هذا يمكن أن يحدث بسرعة". وسيبحث وزراء خارجية الاتحاد القضية بعد غدٍ الاثنين. ويمهد تخفيف الإعدام إلى السجن المؤبد لتسليم الممرضات والطبيب بموجب اتفاق لتبادل السجناء بين طرابلس وصوفيا وقع في العام 1984. وبمجرد تسليمهم إلى بلغاريا، يمكن أن يصدر عفو من رئيس الدولة بموجب القانون.