خفض المجلس الأعلى للهيئات القضائية في ليبيا أحكام الإعدام بحق الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني الذي منحته بلغاريا جنسيتها، المتهمين بحقن مئات الأطفال بالفيروس المسبب لمرض الايدز، إلى السجن المؤبد، بعدما سلمت عائلات المصابين وثيقة تنازل عن مطالبتها بإعدام المتهمين إثر تسلمها تعويضات تجاوزت 400 مليون دولار. وأعلن مصدر رسمي ليبي أن المجلس خفض العقوبة إلى السجن المؤبد خلال اجتماعه مساء أمس. ويتوقع أن يقضي المتهمون الستة ما تبقى من العقوبة التي قضوا منها أكثر من ثمانية أعوام، في بلغاريا بموجب اتفاق لتبادل المحكومين بين صوفيا وطرابلس. وكان الناطق باسم أسر الأطفال المصابين إدريس الأغا أكد أنه سلم أمس وثيقة تنازل العائلات عن المطالبة بتطبيق حكم الإعدام إلى"مؤسسة القذافي"للاعمال الخيرية التي سلمتها بدورها إلى المجلس الأعلى للهيئات القضائية"بعد الوصول إلى تسوية كاملة وإجابة شروطنا كافة". وقال مصدر مطلع على الاتفاق إن"جميع الأسر تلقت شيكات بمبالغ التعويضات". وكشف الأغا أن عدد الأسر بلغ 460 حصلت كل منها على مليون دولار من"صندوق بنغازي الدولي"الذي تأسس بدعم من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةوبلغاريا وليبيا. وكان مقرراً أن يجتمع المجلس صباح أول من أمس، لكنه أرجأ جلسته بضع ساعات، قبل أن يقرر إرجاء البت في القضية إلى الثلثاء. ورجحت مصادر أن يكون إرجاء اجتماع المجلس بهدف إمهال"مؤسسة القذافي"التي تتوسط في المحادثات لتسليم التعويضات إلى العائلات. وكانت المحكمة العليا في ليبيا أيدت الأسبوع الماضي أحكام الاعدام بحق الممرضات والطبيب في كانون الأول ديسمبر الماضي بعد إدانتهم بتعمد إصابة 426 طفلاً ليبياً بالفيروس المسبب لمرض الايدز أثناء عملهم في مستشفى بنغازي للأطفال في نهاية التسعينات. ويقول المتهمون إنهم أبرياء، وتعرضوا للتعذيب لإجبارهم على الاعتراف بالتهمة المنسوبة إليهم. ويؤكد علماء غربيون أن الإهمال وتدني الأحوال الصحية في المستشفى هما المذنب الحقيقي. وفي صوفيا، أشار وزير الخارجية البلغاري إيفايلو كالفين إلى أن بلاده قد تسهم في دعم صندوق إنساني في ليبيا. وقال:"سيبدو غريباً أن لا تساهم بلغاريا في الصندوق مع انخراط دول أوروبية أخرى في دعمه، لذلك سنفكر في شكل لمساهمتنا".