قتل حوالى 29 شخصاً في عمليتين انتحاريتين في باكستان أمس، ما زاد المخاوف من انتشار الفوضى في البلاد بعد اقتحام القوات الباكستانية"المسجد الاحمر"في اسلام اباد الاسبوع الماضي حيث تحصن متطرفون اسلاميون. وفجر انتحاري استقل سيارة من طراز مازدا نفسه لدى مرور قافلة اقلت سبعة عمال صينيين بمواكبة قوات حكومية في مدينة هب جنوب غرب بإقليم وزيرستان في طريقهم الى كراتشي، ما ادى الى مقتل حوالى 24 شخصاً بينهم عدد من رجال الشرطة. ويعمل الصينيون في احد مناجم دودر بجنوب بلوشستان الغنية بالغاز الطبيعي، وهم استهدفوا في الماضي، لكن ليس باستخدام اسلوب الاعتداء الانتحاري التي لا تلجأ القبائل الانفصالية اليها. وفي شباط فبراير 2006 قتل ثلاثة مهندسين صينيين عملوا في مصنع للاسمنت بالرصاص في بلوشستان. وكانت الصين التي تعتبر المزود الرئيس لباكستان بالسلاح، طلبت من اسلام اباد قبل اسبوعين تعزيز اجراءات الامن لحماية مواطنيها اثر مقتل ثلاثة عمال صينيين برصاص اطلقه ناشطون اسلاميون في بيشاور شمال غرب، رداً على الهجوم على"المسجد الاحمر". واقتحم مهاجم بسيارة مفخخة من طراز سوزوكي بوابة معهد لتجنيد الشرطة في مدينة هانغو في اقليم الحدودي الشمالي الغربي ادى الى مقتل خمسة اشخاص على الاقل من دون ان ينجح الانتحاري في دخول ساحة التدريب في المعهد، في وقت تواجد فيها حوالى 200 متدرب. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية جواد شيما ان"موجة الهجمات الانتحارية تهدف الى نشر الفوضى والبلبلة في البلاد"، من دون ان يوضح ارتباط العمليتين باقتحام"المسجد الاحمر"، علماً ان اقليم بلوشستان يشهد منذ نحو ثلاث سنوات حركة انفصالية للمطالبة بنيل حكم ذاتي وحصة اكبر من الموارد الطبيعية في ولايتهم، لكن المتمردين لم ينفذوا عمليات انتحارية سابقاً. واعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف أول من أمس، بأن بلاده تخوض مواجهة مفتوحة مع المتطرفين الاسلاميين الذين شنوا في الايام الخمسة الاخيرة سلسلة عمليات انتحارية واعتداءات، متعهداً مهاجمة مخابئ المتمردين الضالعين في اعمال العنف التي تتزامن مع مواجهة مشرف ضغوطاً متزايدة من واشنطن لحضه على شن عملية عسكرية واسعة ضد المتطرفين الاسلاميين في المناطق القبلية، حيث اكدت تقارير استخباراتية ان حركة"طالبان"وتنظيم"القاعدة"اعادا تشكيل صفوفهما بدعم من رجال القبائل.