إسلام آباد - أ ف ب، يو بي آي - قتل خمسة متمردين اسلاميين بغارة جوية نفذتها طائرة اميركية من دون طيار واستهدفت منزلاً في بلدة حيدر خيل قرب مدينة مير علي، ثاني كبرى مدن اقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب) المحاذي للحدود مع افغانستان. وأوضح مسؤول أمني باكستاني طلب عدم كشف هويته ان «الطائرة من دون طيار أطلقت صاروخين»، علماً ان الغارات الجوية الأميركية تثير جدلاً واسعاً في باكستان، وسط امتعاض شعبي من تسببها في مقتل مدنيين كثيرين. الى ذلك، افادت صحيفة «تريبيون» الباكستانية بأن مجهولين قتلوا بالرصاص يعقوب خان، شقيق القائد الراحل لحركة «طالبان باكستان» بيت الله محسود في منطقة مير علي بإقليم شمال وزيرستان. ويسيطر أتباع محسود على اقليم شمال وزيرستان، مع انتشار جماعات متشددة أخرى تابعة للحركة في مناطق القبائل قرب الحدود مع أفغانستان. وكان بيت الله محسود قتل في غارة جوية أميركية في آب (أغسطس) 2009، وتحمله السلطات الباكستانية مسؤولية عدد كبير من الهجمات والتفجيرات بينها اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو. في المقابل، فجر انتحاري نفسه امام بوابة مقر الشرطة في بلدة صوابي القبلية (شمال غرب)، ما ادى الى مقتل رجلي امن وجرح ستة آخرين. ولاحقت الشرطة مهاجماً آخر وقتلته بعدما ضبطته قرب المقر، علماً ان بين 20 و 25 من رجال الشرطة كانوا في الخدمة أثناء الهجوم. ولم تتبن الهجوم اي جهة في الحال، علماًَ ان حوالى 3800 شخص بينهم جنود وشرطيون كثر في سلسلة هجمات انتحارية تبنتها «طالبان» وحركات اسلامية متشددة اخرى او نسبت اليها منذ حوالى ثلاث سنوات، وجاءت بعد الهجوم الذي شنه الجيش الباكستاني على «المسجد الأحمر» التابع للمتشددين في اسلام آباد. وجرح أربعة أشخاص في انفجارين استهدفا سكة حديد في مدينة حيدر آباد بإقليم السند (جنوب)، حيث توقفت خدمات النقل عبرها لساعات. على صعيد آخر، اعلنت «طالبان» انها جلدت علناً 65 رجلاً اتهمتهم بتعاطي المخدرات والاتجار بها في بلدة ماموزاي بإقليم اوراكزاي القبلي (شمال غرب) والذي يؤكد الجيش تطهيره من المتشددين بدرجة كبيرة. وقال حافظ سعيد الناطق باسم «طالبان»: «جلد كلٌ من المتهمين عشر جلدات في ساحة يلعب فيها الأطفال كرة القدم وتقام فيها مناسبات دينية في ماموزاي». وقال أحد رجال القبائل في اوراكزاي ان حوالى 600 شخص شاهدوا تنفيذ عقوبة الجلد، بعدما أعلنت عنها «طالبان» في المساجد وحضت الناس على الحضور. وأظهرت واقعة الجلد العلني قدرة «طالبان باكستان» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» على تطبيق الشريعة الإسلامية في بعض مناطق القبائل، على رغم تأكيد حكومة إسلام آباد ان الهجمات التي شنها الجيش هناك أضعفت الحركة بشدة. وتعارض غالبية الباكستانيين التفسير الإسلامي المتشدد ل «طالبان».