اعلن الجيش الباكستاني مقتل 50 متطرفاً اسلامياً موالين لحركة"طالبان"وتنظيم"القاعدة"، في غارات جوية استهدفت بلدة مير علي في اقليم شمال وزيرستان القبلي شمال غرب المحاذي للحدود مع أفغانستان أمس. وقال مسؤول عسكري في مدينة بيشاور:"تكللت ضرباتنا بالنجاح، وقتل حوالى 50 مقاتلاً وجرح عشرات آخرون". وسقط حوالى 150 مقاتلاً إسلامياً و45 جندياً في المعارك الشرسة المندلعة منذ الأحد الماضي، اثر مهاجمة مقاتلين متشددين قوافل عسكرية، ما جعل تلك الاحداث الاكثر عنفاً في المنطقة القبلية منذ تحصن فيها مقاتلون أفغان من"طالبان"وحلفائهم في"القاعدة"، اثر طردهم من أفغانستان نهاية عام 2001. وأفاد سكان بأن مدنيين كثيرين قتلوا في المعارك، مؤكدين هروب معظم أهالي بلدة مير علي بعد تدمير خمسين منزلاً فيها، فيما روى الزعيم القبلي مالك اقبال خان أن سكاناً ألحوا على الجنود عبر مكبرات صوت في مسجد القرية، عدم احراق منازلهم. لكن الناطق باسم الجيش اللواء وحيد ارشاد أكد ان المؤسسة العسكرية لا تستهدف المدنيين و"تواجه مقاتلين مدربين في شكل جيد، لهم صلات داخل أفغانستان، ويحصل كثيرون منهم على مال وسلاح عبر الحدود". واتصل الجيش بمجموعة من 50 عسكرياً اعتبروا مفقودين أول من أمس، لكن عشرة منهم لم يردوا، ولا يعرف هل هناك قتلى في هذه المجموعة. وتعتبر مهمة الجنود الباكستانيين المكلفين مطاردة"الارهابيين"غير سهلة في منطقة القبائل الوعرة التي يكنّ معظم سكانها عداء للجنود، بدليل ان الجيش خسر أكثر من ألف عنصر منذ العام 2003. ورأى رحيم الله يوسف زاي، الخبير في شؤون قبائل البشتون، ان المتمردين الأصوليين"لن يسلّموا سلاحهم، باعتبارهم داخل معاقلهم وسيقاتلون حتى الرمق الأخير". ومنذ ثلاثة اشهر، اتسعت المواجهة بين هؤلاء المتطرفين ونظام الرئيس برويز مشرف، الحليف الرئيسي لواشنطن في"الحرب على الارهاب"، لتشمل أنحاء باكستان. وقتل حوالى 300 شخص في هجمات انتحارية تلت اقتحام الجيش"المسجد الأحمر"في اسلام اباد في تموز يوليو الماضي، وهي العملية التي أدت الى مقتل حوالى 100 متشدد.