فتحت أبواب "المسجد الأحمر" في إسلام آباد أمس، بعدما أغلقت منذ 27 تموز يوليو الماضي، اثر اقتحام الجيش منشآته لطرد متطرفين إسلاميين منه, ما أسفر عن مقتل اكثر من مئة منهم. وحاصرت الحكومة المسجد بعدما شن طلابه حملة ل"النهي عن المنكر"والاقتصاص من مخالفي الشريعة بلغت ذروتها حين خطفوا سبعة صينيين في إسلام آباد. في غضون ذلك، ابلغ مسؤولون أمنيون باكستانيون وغربيون صحيفة"واشنطن بوست"إن إسلام آباد بدأت تخسر الحرب التي تخوضها ضد المتمردين،"ما سمح باستيلاء قوات حركة طالبان الأفغانية وتنظيم القاعدة على مزيد من الأراضي والتخطيط لشن مزيد من الهجمات تهدد معظم المدن الباكستانية". ورأى المسؤولون العسكريون إن المتمردين عززوا قدرتهم"ليس على تهديد باكستان فقط، بل الولاياتالمتحدة وأوروبا أيضاً"، بعد انهيار اتفاق السلام مع متشددي القبائل، وتأجيل الحكومة تطوير استراتيجية جديدة لهزيمة المتمردين حتى يستطيع الرئيس برويز مشرف حل الأزمة السياسية التي تهدد رئاسته. وقال مسؤول عسكري غربي مقيم في باكستان:"سنحت للمتمردين فرصة إعادة التجمّع والتنظيم. أصبحوا مجهزين في شكل جيد. وتقوم جهة محددة بتدريبهم، ويستخدمون مزيداً من التكتيكات المتقدمة". وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن الجيش الباكستاني يدرس إمكان الانسحاب من المعركة"جزئياً على الأقل"لتفادي تكبده خسائر متصاعدة،"خصوصاً ان جنوده غير مدربين لمقاومة حركات التمرد". ويقول خبراء أمنيون أن باكستان بدأت تدفع ثمن عدم مواجهة مشكلة المتمردين مباشرة. على صعيد آخر، توقع الجيش الأميركي ان يواصل مقاتلو"القاعدة"تواجدهم في مخابئ بمناطق القبائل الباكستانية التي تشن منها هجمات في أفغانستان،"بعدما استفادوا من اتفاقات السلام التي وقعتها إسلام آباد مع مسلحي القبائل، قبل إلغائها في تموز الماضي". وقال الملازم تيم ويليامز مسؤول التخطيط الاستخباراتي للعمليات المستقبلية في الجيش الأميركي:"ربما تضم هذه المخابئ زعيم القاعدة اسامة بن لادن وزعيم طالبان الملا محمد عمر". ورداً على سؤال عما اذا تزايد تواجد"القاعدة"في افغانستان, قال وليامز ان"عناصر التنظيم لا يعبرون عادة الحدود الى افغانستان لشن عمليات, لكنهم يوفرون الموارد الضرورية والتدريب لذلك". وفي برلين، قال كيرت فولكر نائب رئيس مكتب الشؤون الأوروبية والآسيوية في وزارة الخارجية الأميركية ان بلاده تؤيد عرض كابول إجراء محادثات سلام مع"طالبان", لكنها تعتقد بان التفاوض مع المتطرفين المتشددين لن يثمر عن نتائج. وقال فولكر في برلين:"ترحب واشنطن بجهود الرئيس حميد كارزاي للتفاوض مع الجماعات المتشددة شرط ان تنبذ العنف"، وأضاف:"يجب السماح للمقاتلين السابقين الذين يودون العودة الى المجتمع القيام بذلك".