يتوجه الناخبون في تركيا إلى صناديق الاقتراع الأحد المقبل لاختيار برلمان جديد، في ظل صراع بين حزب العدالة والتنمية الحاكم والنخبة العلمانية بقيادة الجيش، التي تتخوف من وصول أحد أعضاء الحزب ذي الجذور الإسلامية إلى الرئاسة. ويأمل الحزب الحاكم بالحصول على غالبية في البرلمان تمكنه من حسم الصراع لمصلحته، إما بإيصال مرشحه إلى الرئاسة عبر هذه الغالبية، وإما بتعديل الدستور للسماح بانتخاب الرئيس من الشعب مباشرة. وفي محاولة لتعبئة قواعده الانتخابية، هدد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي يقود الحزب الحاكم ب"اعتزال السياسة"اذا لم يحصل حزبه على الأصوات اللازمة للتفرد بالسلطة. وقال في خطاب خلال مهرجان انتخابي في اسبرطة جنوب غرب:"إذا لم نتمكن من الحكم بمفردنا، سأنسحب من الحياة السياسية". جاء ذلك في وقت أشارت استطلاعات الرأي إلى ان حزب العدالة سيفوز بعدد كاف من الأصوات، يمكنه من تشكيل الحكومة المقبلة وحده. وإن لم يستبعد بعض المحللين تشكيل حكومة ائتلافية، علماً ان الحزب هو الحزب الأكبر في البرلمان الحالي، لكنه لا يتمتع بغالبية كافية تمكّنه من التفرد. وتوقع محللون ان تتمخض الانتخابات عن برلمان اكثر تشرذماً، مع احتمال وصول مزيد من القوميين والأكراد الى الندوة النيابية، ما يعني تضاؤل احتمالات الحسم في التجاذبات بين العلمانيين وذوي الجذور الإسلامية، واستمرار الأزمة التي حتّمت الانتخابات المبكرة. ودخلت البلاد أزمة سياسية بعد ترشح وزير الخارجية عبدالله غل للرئاسة، وهو الرجل الثاني في حزب العدالة الى المنصب. ويضمن الحزب ومنافسه الرئيسي حزب الشعب الجمهوري العلماني دخولهما إلى البرلمان المقبل، وهما الحزبان الوحيدان اللذان تمكنا من أن يتمثلا بنواب في الجمعية الوطنية في اقتراع العام 2002، بحصولهما على 34 في المئة و19 في المئة من الأصوات. ويتأهب الساسة الموالون للأكراد لدخول البرلمان التركي للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنين، عندما طُرد عدد من النواب وسُجنوا لتحدثهم اللغة الكردية عند أداء القسم لتولي مناصبهم. وقبل أيام من الاستحقاق النيابي، اغتيل المرشح المستقل تونكي سيرانليوغلي 42 عاماً برصاص مسلحين. وأفادت"وكالة الأناضول"للأنباء الرسمية بأنه أصيب بطلقات داخل سيارته عقب مشاركته مساء الاثنين في مناظرة تلفزيونية، فيما جُرح ثلاثة من المارة. وأوضحت قناة"ان تي في"التلفزيونية ان الشرطة ترجح خلافاً مالياً وراء الاغتيال، اكثر منه دافعاً سياسياً. وأفادت"وكالة الأناضول"ان الشرطة أوقفت ثلاثة مشتبهاً بهم. على صعيد آخر، أعلن الجيش التركي مقتل اثنين من جنوده ومتمرد كردي في مواجهات مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني جنوب شرقي الأناضول.