سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عشية انعقاد المحكمة العليا للنظر في قضية الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني . بلغاريا وليبيا تتفقان على انشاء صندوق لمساعدة الأطفال الليبيين المصابين بالأيدز
اتفقت بلغاريا وليبيا على انشاء صندوق لدعم أسر الأطفال الليبيين المصابين بفيروس"اتش.اي.في."المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب"الايدز"في إطار جهود لانقاذ حياة خمس ممرضات بلغاريات حكم عليهن بالاعدام بتهمة اصابة اطفال ليبيين بالفيروس. وقال مسؤولون أمس ان الولاياتالمتحدةوبريطانيا والمفوضية الاوروبية انضمت ايضاً الى الصندوق في الوقت الذي يسعى فيه المجتمع الدولي الى حل ازمة تعود الى عام 1999. وقالت مصادر بريطانية ان تأسيس الصندوق رسمياً سيحصل بعد الحصول على موافقة أمانة مؤتمر الشعب العام الليبي، وان الاتفاق على الصندوق جاء في اعقاب لقاءات استضافتها طرابلس في 12 و18 كانون الأول ديسمبر الجاري وجمعت ممثلين عن جمعية عائلات الضحايا في بنغازي والجمعية البلغارية المدنية لتشجيع العلاقات الثنائية مع ليبيا ومؤسسة القذافي الخيرية والمفوضية الأوروبية، وتلتها اجتماعات عُقدت أيضاً في طرابلس يومي 21 و22 كانون الأول وضمت ممثلين لحكومات بريطانيا وليبيا وبلغارياوالولاياتالمتحدة. وأوضحت المصادر البريطانية الرسمية ان الصندوق سيديره مجلس إدارة بمشاركة دولية، وسيكون بين أعضاء المجلس عضو ترشحه مؤسسة القذافي الخيرية، وعضو يرشحه رئيس الجمعية البلغارية لتشجيع العلاقات مع ليبيا، وعضو يرشحه مدير مركز بنغازي للأمراض المعدية والمناعة، وممثل عن المفوضية الأوروبية وآخر عن كلية"بايلور"للطب في"مشروع الأيدز"في بنغازي. وحكمت ليبيا بالإعدام على خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني لاصابة 426 طفلاً بفيروس"اتش آي في"في مستشفى بمدينة بنغازي. وتوفي نحو 50 طفلاً من المصابين. وحددت المحكمة العليا الليبية جلسة للنظر في استئناف الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني غداً الاحد، وهو يوم عيد الميلاد. لكن مسؤولين لا يتوقعون صدور حكم نهائي قبل كانون الثاني يناير المقبل. وأعلنت وزارة الخارجية البلغارية، في بيان، انه"سيتم انشاء الصندوق الدولي لدعم الأسر في بنغازي في اطار جهود دولية لايجاد حل مقبول لجميع الاطراف بعد انتشار فيروس"اتش آي في"المأسوي في بنغازي". وقالت ليبيا انه يمكن الغاء احكام الاعدام اذا تلقى الاطفال وأسرهم مساعدات انسانية كافية. وامتنع ناطق باسم وزارة الخارجية البلغارية عن التعليق عما اذا كان الاتفاق الذي تم التوصل اليه بعد محادثات في طرابلس هذا الاسبوع قد يفضي الى الافراج عن الممرضات. وسيقوم الصندوق بجمع وتنسيق توزيع المساعدات المالية والمساعدات الأخرى على أسر الاطفال المصابين. كما يقدم العلاج الطبي للأطفال المصابين ويساعد في تحديث مستشفى بنغازي. وقال الرئيس البلغاري جورجي بارفانون في وقت سابق أمس انه يتوقع تحقق انفراجة في محادثات الافراج عن الممرضات الخمس والطبيب الفلسطيني المسجونين منذ عام 1999. ونقلت صيحفة"24 تشاسا"عن الرئيس البلغاري قوله في مقابلة تنشرها اليوم السبت"لدي اسباب تجعلني اتوقع حدوث تطورات في عملية المفاوضات من شأنها ان تفضي الى انفراجة والى نتيجة ايجابية متوقعة منذ وقت طويل". ونددت بلغاريا والاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة بالاحكام ووصفتها بأنها غير عادلة واصبحت القضية عقبة أمام محاولات ليبيا انهاء عزلتها الدولية. وقالت ايما ادوين المتحدثة باسم مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي بنيتا فيريرو فالدنر:"هذا يتفق مع العمل الذي نقوم به في ما يتعلق بخطة عمل لمحاولة تحسين قدرة الليبيين على التعامل مع الأيدز وفيروس اتش آي في". ودعا الاتحاد الاوروبي مراراً الى الافراج عن الممرضات والطبيب الذين تحتجزهم ليبيا. واصبحت القضية عقبة كبيرة أمام تحسين العلاقات بين ليبيا والاتحاد الذي يضم في عضويته 25 دولة والمقرر ان تنضم اليه بلغاريا في عام 2007. وتقول الممرضات ان اعترافاتهن انتزعت تحت التعذيب. وقال خبراء في الأيدز للمحكمة الليبية ان بداية ظهور المرض كانت قبل وصول الممرضات وربما بسبب ضعف اجراءات صون الصحة العامة. وفي الشهر الماضي قال سيف الاسلام ابن الزعيم الليبي معمر القذافي ل"رويترز"انه لا يعتقد شخصياً ان الممرضات مذنبات. لكنه قال انه يجب السعي الى تسوية مع أسر الضحايا لضمان وجود"ضوء في نهاية النفق".