طوني خليفة الذي خطّ طريق الشهرة بمثابرة وعمل دؤوب ارتبط اسمه على مدى 15 سنة بشاشة" ال بي سي"، بدءاً من تقديم نشرات الاخبار والمراسلة، ثم من خلال برامج المنوعات في خطوة عدّها كثيرون جرأة زائدة، بينما تخوّف آخرون من انعكاسات لها قد ترتد سلبا على شخصيته الاعلامية. أما هو فلم يأبه الا لقراره النابع من شعور بالنجاح لم يخذله كما أثبتت الايام، علماً أنّ للبرامج السياسية مكانة خاصة في قلبه ويحنّ للعودة اليها. خليفة الذي اعتاد أن يطل على المشاهدين خلال رمضان، لن يغيّر العادة هذه السنة، بل سيغيّر الشاشة، إذ انّه سيطلّ عبر ال"نيو تي في"في برنامج رمضاني يومي. وقراره الانتقال النابع من ارادته الشخصية عزّزه تعامل القيّمين على ال"نيو تي في"معه إذ وجد أنّ المحطة بمثابة عائلة ثانية له الى جانب العرض المادي الذي وجده مغرياً، وقد استقبل بالحفاوة ذاتها التي كان يحظى بها في ال"ال بي سي"ولا يزال. فهو يعتبر أنّه أسس منزلاً في هذه المحطة عمره 15 سنة، واليوم هو بصدد تأسيس منزل جديد. عرض وطلب ويشير خليفة الى انّه يشعر بالفخر كونه أمضى كل هذه السنوات في"ال بي سي"من دون أن يسمع كلمة لوم أو عتب، بل انّه كما دخل اليها مرفوع الرأس خرج منها كذلك. يقول:"أطمئن الجميع الى انني و"ال بي سي"على توافق تام، فقد فتحت لي آفاق النجومية وسهّلت لي أموراً كثيرة، كما انني لست أوّل شخص يخرج من المحطة، وما يعزيني انني دخلت كبيراً وخرجت كبيراً منها، معنوياً ونفسياً". ويضحك معلقاً:"ليس في العمر لأنني دخلت اليها في سنّ صغيرة". ويعتبر أنّ اختيار"نيو تي في"له واختياره لترؤس تحرير مجلة"قمر"لم يكن على سبيل الصدفة، وليس خدمة أو حسنة لوجه لله، بل لأن في ذلك مصلحة للطرفين وهذه سنّة الحياة، والدنيا عرض وطلب. ورداً على من يقول انّه اخذ مكان الاعلامي نيشان ديرهاروتونيان في المجلّة وفي التلفزيون يقول:"لم آخذ مكان أحد، فعندما أتيت الى"ال بي سي"لم آخذ مكان أحد، ومن سيأتي بعدي في المحطة، لن يأخذ مكاني. والاهمّ من ذلك انني لم أترّك احدهم عمله لآخذ مكانه، فنيشان ولأسبابه الخاصة ترك العمل في المجلة منذ نحو سنة". ويضيف:"اتصل بي نيشان وبارك لي بالعمل وكان الحديث بيننا ودياً، واتفقنا على أن لا نفتح المجال أمام من يريد"الاصطياد بالماء العكر"، كما انني لن اردّ على أحد واذا قرّرت الرد فهم يعرفون جيداً بأي أسلوب أردّ". ويذكّر أنّ خلافه مع نيشان خلاف مهني ولم يتطوّر يوماً الى الأمور الشخصية، مشيراً الى أنّ علاقته ممتازة مع الوسط الفني وصفحات مجلّة"قمر"ستكون مفتوحة امام الجميع حتى من لديه تحفظات عليهم،"إذ لن أدمج علاقتي الشخصية باحترافي المهني". ويوضح أنّ سبب مغادرته"ال بي سي"لا يعود الى خلاف مع المخرج سيمون اسمر، كما يقول بعضهم، مشيراً الى انّه لو قيل هذا الكلام قبل عشر سنوات لكان الأمر ممكناً، ولكنّ"اليوم للأسف الاستاذ اسمر لا يجد له مكاناً لبرنامج في المحطة، وإذا كنت على علاقة صداقة وخلاف معه فالأمر سيّان". ويشير الى انّه عندما عمل مع أسمر، عمل بأفكاره واعداده وتقديمه، ونجحا معاً في الوقت الذي سبب اسمر نجاح كثيرين. ويقول:"لقد خسر الكثير عندما قرّر الاستغناء عنّي، وهو الخاسر وليس أنا". ويضيف:"لم أكن يوماً على خلاف معه، لكنني لا أنكر أنني لم أتناغم جيداً معه مهنياً، ربما لأنني أقول رأيي بكلّ جرأة، وأصرّ على إيصال فكرتي، ومع هذا اكنّ له العرفان بالجميل، لكنني لا احبّ القول أنّ سيمون اسمر هو من صنع طوني خليفة بل أنّ"ال بي سي"كمؤسسة هي من صنعني، كما أنني اقول للمرة الأولى أنّ السيدة رندة الضاهر المسؤولة السابقة عن الفضائية اللبنانية هي من دعمني في مسيرتي الإعلامية في المحطة الى جانب أشخاص آخرين". ويتحدث عن الكلمة التي وجهها الى رئيس مجلس الادارة الشيخ بيار الضاهر وزوجته رندة قائلاً:"أشكركما على الثقة التي وضعتماها فيّ، في وقت شكّك الآخرون فيها". عصر البرنامج ورداً على سؤال حول تخوّفه من الانتقال من شاشة لها حضورها ومكانتها الخاصة كالپ"ال بي سي"الى محطة أخرى أقل شأناً، يقول خليفة أنّ اليوم هو عصر البرنامج وليس عصر المحطة، فالمشاهد يتبع برنامجاً جميلاً أياً كانت المحطة التي يعرض عليها. وتمنى أن يجعل هو وفريق عمله ال"نيو تي في"من التلفزيونات الاولى أيضاً في العالم العربي، لافتاً الى أنهّا ليست ببعيدة وقد احرزت أخيراً تقدماً في مجال البرامج، ويقول:"هدفي الاساس أن انجح وأنجّح المحطة، فهم وضعوا ثقتهم بي وعليّ أن اكون بمستوى هذه المسؤولية". ومن بين كلّ الاعمال التي قدّمها تبقى في نفسه مكانة خاصة للعمل السياسي الذي يحنّ اليه وهو في صدد اعداد فكرة لبرنامج سياسي يأمل بأن تنفّذ لتعرض عبر شاشة ال"نيو تي في".