ما كادت "المؤسسة اللبنانية للارسال" تنتهي من عرض برنامج"لمن يجرؤ فقط"حتى عاودت بثه على محطتها الفضائية. ويبدو أن المحطة اعادت بث البرنامج، بعدما استشفت"شغف"الجمهور بالاستماع الى"فضائح"المنتمين الى فن يسمونه"لبنانياً"، ومشكلاتهم التي لا تفيد المشاهد في شيء إلا باطلاعه على خفايا وسطهم. وما يمكن ان يتوقف عنده المشاهد أن مخرج برامج منوعات"ال بي سي"سيمون اسمر، اعتاد منذ زمن على افتتاح كل برنامج له باستضافة السيدة صباح، لأنه يستبشر بها"خيراً"وهي فعلاً كذلك بظرفها وطرافتها وكثرة محبيها. ولكن كان لافتاً انه في آخر حلقة في البرنامج كانت السيدة صباح ضيفة في"المكان الآخر"، اذ أوتي بها لپ"تشتبك"كلامياً، وفقاً لصيغة البرنامج، مع الفنان وديع الصافي. لا شك ان كثراً قالوا في انفسهم كيف"يجرؤ"المخرج والمقدم طوني خليفة على استضافة وديع الصافي في هذا البرنامج؟ ومن يمكن ان يكيل له شتائم وألفاظ لا تليق به؟ إلا أن الغاية التي رمى اليها القائمون على البرنامج، لم تكن تماماً كما كانت عادتهم اذ هذه المرة بدأت صباح حديثها مع وديع بالود والمحبة. ثم في سرعة مررت عتباً صغيراً عليه لأنه جعل زوجة ابنه تقف مكانها الى جانبه وتغني معه في مهرجانات بعلبك قبل سنوات. واذ"فض"الاشتباك بثوان، واذ بدا عتب"الصبوحة"سريعاً أدرك من شاهد الضيوف الآخرين غير صباح الى جانب وديع الصافي، ان الاختيار هنا لم يكن موفقاً وان لا احد يمكنه مجاراة هذا الفنان على تقدم سنه، وان خبرته تمكنه من أن يلون بعض المقامات العالية التي لم يعد يستطع بلوغها. ظن معدو البرنامج انهم حققوا انجازاً بجمع صباح ووديع في حلقة واحدة ليقدما اغنيتهما الشهيرة"شاهين"ب"لوك"2005 بصوت بلاي باك الستينات، وأبدى خليفة"اعتزازاً"و"فخراً"بانجازه، إلا أنه لم يكن هو ولا سيمون الأسمر مستمعين جيدين لمعاناة وديع وصباح واجماعهما على ان حفلات التكريم التي حظيا بها في زمانيهما"لا تطعم خبزاً"... والغريب ان"ال بي سي"التي يصر مخرج منوعاتها دائماً على استضافة هذين العملاقين في برامجه، لم يخطر ببال القائمين عليها ان من الأفضل أن يعامل هذان العملاقان كما عومل الفنان الراحل زكي ناصيف، الذي كرم فعلاً يومها ومنح منزلاً وراتباً وسائقاً حتى وفاته.