يخوض (الشيخ) بيار الضاهر معركة (أرضية) مع (القوات اللبنانية) بقيادة (الحكيم) سمير جعجع ،والتي تريد استعادة قناة (ال بي سي) الأرضية رغم أن قرار قاضي الاستئناف الأخير جاء لمصلحة الضاهر، ومعركة (فضائية) مع الأمير الوليد بن طلال الذي رفع دعوى اختلاس وسوء أمانة بوجه (الشيخ)، في حين أقام الأخير دعوى ضد الأمير متهماً إياه بعدم الالتزام بالعقد المبرم بين الطرفين والقاضي بأن يدعم الوليد إنتاج المحطة الأرضية ويعزز مستواها وهو ما لم يحصل إذ يمتنع الأخير عن دفع المستحقات المالية لصالح شركة باك (PAC) التي يمتلك أصلاً نحو 85 في المئة من أسهمها وهي بالتالي تملك استديوهات إنتاج معظم برامج (ال بي سي انترناشونال) كما أن 90 في المئة من موظفي المحطة تابعون وظيفياً لشركة (باك). ووفقا لما أوردت صحيفة (الراي) الكويتية السبت 17 مارس 2012 ، فإن الخلاف الذي لطالما قلّل الضاهر من شأنه صار مكشوفاً، «يفضحه» على وجه الخصوص توقف برامج مثل «حلوة بيروت» قبل أيام قليلة، كما علم أنه توقف تصوير برنامج «أحمر بالخط العريض»، و«أحلى جلسة» مع الإعلامي طوني بارود بالإضافة إلى استقالات وتغييرات. على ان المفاجأة الكبرى كانت يوم الاربعاء حين فوجئ موظفو الريجي في «الفضائية اللبنانية» في أدما (كسروان) بانهم لم يعودوا يتحكمون بهواء المحطة ليكتشفوا انها صارت تبث من مصر. وسرعان ما «تبخّرت» البرامج المعتادة على «الفضائية اللبنانية» واستبدلت بأخرى. «نهاركم سعيد» لم يبث ونشرات الاخبار «طارت»، وبرنامج «أحلى جلسة» أعيد بثه في ساعة متقدمة، وبدأت المحطة عرض مسلسلات وكليبات بثتها سابقاً أو ساهمت في انتاجها «روتانا خليجية». وجاءت هذه التطورات، بعد ايام من منح جورج غانم مدير الأخبار والبرامج السياسية في ال «ال. بي. سي» الارضية إجازة أقل ما يقال عنها انها «قسرية»، وهي الصفة التي ينفيها الضاهر لكن تؤكدها معلومات من الوسط الإعلامي بأن الضاهر أوضح في اجتماع للعاملين في قسم الأخبار أن «جورج مكانه محفوظ شرط أن يكون قادراً على التأقلم مع مواكبة التطور التكنولوجي وسرعة الحصول على الخبر». وهو طلب من العاملين «التعاون مع جان فغالي في المسائل التي كان يتولاها جورج». والواقع ان هذا الخبر يشكل رأس الجليد مع ثلاثي آل غانم، وهم الأخوان مارسيل صاحب برنامج «كلام الناس» و«مباشر مع مارسيل غانم، وجورج، بالإضافة إلى زوجة الأخير دوللي التي استبعدت قبل فترة من نشرة الأخبار وتم تجديد توقيع عقد جديد معها حول بقائها في تقديم برنامج «نهاركم سعيد» الصباحي. إذ يبدو أن الضاهر بات يقاتل «داخل البيت» حيث أن الثلاثي غانم، ولا سيما جورج الذي بدأ العمل مع القناة منذ بداية بثها العام 1985، لطالما شكلوا «السند» لضاهر ورأس الحربة في مواجهة «القوات» بحيث استطاعوا تثبيت أقدامه في وجه «المحسوبين» على جعجع وأبرزهم الإعلامية مي شدياق التي دفعت إلى الاستقالة على الهواء مباشرة في العام 2009 تماماً كزميلها وليد عبود، وتبعتهما الإعلامية شذا عمر بعد عام واحد وعلى الهواء أيضاً، ليساهم ذلك في فقدان المحطة بعضاً من وجوهها البارزة... اليوم يبدو بحسب اوساط إعلامية أن الضاهر واقع بين فكي كماشة أو هو كما يحلو للبعض أن يعتبر، وقع في «الحفرة التي كان حفرها بنفسه» للإيقاع ب «القوات اللبنانية». فواقع الحال أن الوليد بن طلال حوّل المحطة الفضائية قناة ترفيهية قبل فترة مستغنياً عن كل البرامج السياسية فيها (الأخبار كانت توقفت منذ نحو ثلاثة أشهر) عدا برنامج مارسيل غانم وهنا يمكن لكلام بعض المصادر عن أن «غانم أمهل الضاهر مدة قصيرة لاعادة اعتبار أخيه وإلا فإنه سيستقيل ويتفرغ للعمل مع الفضائية التي يملكها الوليد بن طلال»، كثيراً من الصدقية ولا سيما وسط المعلومات عن أن خلافاً يدور بين مارسيل وزوجة الضاهر، رندا الضاهر، التي تشتكي من انخفاض عدد مشاهدي برنامج «كلام الناس» مطالبة بتغييرات فيه. إذاً يبدو أن الضاهر الذي استعان بالوليد بن طلال للهروب من «هيمنة» القوات على المحطة، خسر الفضائيّة اللبنانيّة التي صارت اليد الطولى فيها منذ مدة لمدير شبكة «روتانا» تركي الشبانة، كما تراجع نفوذه فيPAC، وتقلص نفوذ رولا سعد بعد سحب برنامج «ستار أكاديمي» من يد شركة Vanilla Production التي تملكها مع بيار الضاهر وآل شويري. كما تنقل مصادر في الوسط الإعلامي ان البطريركية المارونية عبّرت عن استيائها الشديد للضاهر، بسبب قيامه ببيع أراض ومؤسسات تابعة للمؤسسة إلى الوليد بن طلال من أجل حل الخلاف المالي بينهما. واعتبرت الكنيسة أن الارض التي تقوم عليها (ال بي سي)هي أصلاً أملاك للكنيسة المارونية وتم بيعها حينها بسعر رمزي، من أجل إنشاء «المؤسسة اللبنانية للإرسال» بوصفها «أداة إعلامية مسيحية ولبنانية»، ولتشجيع تنوع الرأي وحرية التعبير في لبنان، ومن غير المقبول أن تذهب ملكيتها لشخص غير لبناني تحت أي ظرف. ووسط معلومات كشفها «الحكيم» (اللقب الذي يُطلق على جعجع) اخيراً عن ان الرئيس السوري بشار الاسد قال خلال أحد اللقاءات مع الرئيس سعد الحريري ان «ال. بي. سي» «خط احمر» بمعنى «ممنوع» عودة ملكيتها إلى «القوات» التي «من دون تلفزيون ما عم تتهدى»، يبدو ان السياسة في هذا الملف حاضرة بقوة وفي كل التفاصيل.