الاحتجاجات التي استهدفت منظمة "أوبك" لزيادة إنتاجها من النفط الخام لجبه ارتفاع سعر برميل النفط الآخذ في التصاعد، استدعت أمس ردود فعل إيضاحية أبداها وزراء في المنظمة، فاعتبروا ان الارتفاع يُعزى إلى عجز القدرة العالمية على التكرير وليس إلى عدم كفاية كميات النفط الخام المصدّرة. جاءت هذه الإيضاحات وسعر مزيج"برنت"يدور في فلك المستوى الأعلى له قبل 11 شهراً، فبلغ 78 دولاراً و49 سنتاً. ونفى وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي أمس أي صلة بين أسعار النفط شبه القياسية وعوامل العرض والطلب في الأسواق، مؤكداً ان المملكة لم تتلق أي طلب من زبائنها بزيادة الإمدادات. وقال النعيمي في مؤتمر صحافي في وارسو ان نقصاً في إمدادات المنتجات المكررة مثل البنزين، بالإضافة إلى التوترات السياسية العالمية، من العوامل التي دفعت سعر النفط إلى الارتفاع فوق 76 دولاراً للبرميل. وأكد الرئيس الحالي لپ"أوبك"وزير الطاقة الإماراتي محمد الهاملي"ان أوبك لا ترى مبرراً في الوقت الراهن لزيادة إنتاجها من النفط، فهي تراقب عن كثب تطورات السوق النفطية وهي على استعداد لزيادة إنتاجها من الخام إذا اقتضت الحاجة". وقال في مؤتمر صحافي في أبو ظبي"ان تذبذب أسعار النفط يضر بالمنتجين والمستهلكين على حد سواء"وپ"ان ارتفاع أسعار النفط لا علاقة له بأساسيات السوق من عرض وطلب"، وأن مصدر الارتفاع الحالي في الأسعار هو النقص في المنتجات النفطية، وخصوصاً البنزين إذ يرتفع الطلب عليه في مثل هذا الوقت من السنة. وفي مؤتمر صحافي أيضاً، عقده في الدوحة، رأى وزير الطاقة القطري عبدالله العطية ان"أوبك"لا تستطيع عمل شيء حيال سعر النفط المرتفع لان الأسعار ارتفعت بسبب قيود التكرير والمضاربة والتطورات السياسية وليس بسبب نقص الإمدادات في النفط الخام. وقال ان"أوبك تشعر باستقرار السوق لناحية الإمدادات، لكن ثمة نقصاً في التكرير وليس في عروض الخام". وكان تقرير لوكالة الطاقة الدولية الاثنين الماضي، أدى إلى خلاف بين الوكالة وپ"أوبك"بسبب طلب الوكالة من المنظمة زيادة حصص الإنتاج اليومي لتغطية الطلب العالمي المتزايد خلال السنوات المقبلة. وأفادت مصادر"أوبك"بأن المنظمة مقتنعة بأن المشكلة لا تكمن في النفط الخام المتوافر وإنما في القدرات المحدودة على تكريره، إضافة إلى زيادة استخدام الوقود في الاقتصادات الناشئة في آسيا في المجالات الصناعية. وأفادت مصادر نفطية بأن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، ستبقي على القيود المفروضة على إمدادات النفط للشركات الكبرى من دون تغيير في آب أغسطس المقبل مقارنة بالشهر الجاري. وأكدت شركات تكرير في آسيا وأوروبا في وقت سابق، ان مخصصاتها من الخام السعودي لم تتغير عن السابق. ومن ناحية أخرى، ستبلغ تكلفة مشروع مشترك بين قطر وشركة"رويال داتش شل"لبناء مصنع"قطر غاز 4"للغاز المسال ثمانية بلايين دولار. وتزيد هذه التكاليف على التقديرات الأولية التي راوحت بين ستة وسبعة بلايين دولار، عندما أعلنت الصفقة أول مرة عام 2005. وقالت رئيسة وحدة الغاز والكهرباء في"شل"، ليندا كوك:"من المقرر ان يبدأ تشغيل المصنع آخر عام 2010". ووقعت كوك مع العطية اتفاقاً ستشتري بموجبه شركة تابعة لپ"شل"إنتاج المشروع. أسعار الخام ولامس سعر برميل مزيج برنت القياسي مستوى قياسياً جديداً بلغ 78.49 دولاراً بسبب تفاقم التوتر بين المجتمع الدولي وإيران حول البرنامج النووي للأخيرة. وكان مزيج برنت تحرك في المعاملات الآجلة في بورصة إنتركونتننتال اللندنية في نطاق ضيق قرب أعلى مستوياته منذ 11 شهراً قبيل صدور بيانات المخزونات الأميركية التي ينتظر أن تظهر ملاءة الوقود المحلية. وبلغ سعر برنت 76.26 دولاراً للبرميل، بانخفاض 14 سنتاً عن أول من أمس، بينما هبط الخام الأميركي الخفيف 19 سنتاً إلى 72.62 دولاراً للبرميل. وتراجع سعر السولار زيت الغاز 75 سنتاً إلى 652.50 دولاراً للطن. وكان برنت سجل أول من أمس 76.63 دولاراً، وهو أعلى مستوى منذ 8 آب الماضي، إذ سجل 78.64 دولاراً للبرميل. ويتوقع محللون فنيون استمرار صعود برنت على المدى القصير، ولكنهم يحذرون من احتمال حدوث عمليات بيع لجني أرباح. ويُرجح ان تكون مخزونات النفط الخام المحلية في الولاياتالمتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي رغم ان المصافي عززت التكرير لتلبية الطلب خلال موسم السفر البري في الصيف لقضاء العطلات. وأعلنت الأمانة العامة لپ"أوبك"أمس في فيينا ان متوسط سعر البرميل الخام من إنتاج الدول الأعضاء سجل أول من أمس 71.59 دولاراً، بزيادة 23 سنتاً عن الاثنين الماضي.