عاد سعر مزيج "برنت" إلى الارتفاع مجدداً قبل إقفال أمس في سوق لندن متجاوزاً عتبة 78.40 دولاراً، ومجاوراً السعر القياسي السابق له قبل 11 شهراً، وهو 78.64 دولاراً. وشجع ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية المتعاملين على البيع لجني الأرباح، فتراجعت أسعار مزيج"برنت"في بورصة إنتركونتننتال في لندن والخام الأميركي الخفيف في المعاملات الآجلة أمس. وخسر"برنت"17 سنتاً وتراجع إلى 75.45 دولاراً للبرميل بينما انخفض الخام الأميركي الخفيف 36 سنتاً إلى 72.45 دولاراً للبرميل. وهبط سعر السولار زيت الغاز 25 سنتاً إلى 644 دولاراً للطن. وكان"برنت"ارتفع الجمعة الماضي لفترة قصيرة إلى 76.01 دولاراً للبرميل، مسجلاً أعلى مستوى منذ منتصف آب أغسطس 2006، واستفاد المتعاملون من عوامل دعم محددة مثل أعمال الصيانة في حقول بحر الشمال وارتفاع الطلب من المصافي في الولاياتالمتحدة. وأعلنت الأمانة العامة لپ"أوبك"في فيينا ان متوسط سعر سلة المنظمة لنفوط الدول الأعضاء سجل الجمعة الماضي 71.14 دولاراً بزيادة 92 سنتاً على سعر الإقفال الخميس الماضي. وقال وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل أمس ان"أوبك"لا تملك ما تفعله لخفض اسعار النفط نظراً لأن مخزونات الخام العالمية وفيرة بالفعل. وأضاف:"حتى إذا زادت المنظمة إنتاجها فإنها لن تؤثر في الأسعار بل ستزيد المخزونات فقط، لأن أسعار المشتقات النفطية هي التي تحدد أسعار النفط". وكالة الطاقة وأكدت وكالة الطاقة الدولية ان الطلب العالمي على النفط سيرتفع أسرع من المتوقع حتى عام 2012، بينما سيتراجع العرض، ما سيؤدي إلى سوق يقل فيها العرض عن الطلب بشكل كبير. وفي تقريرها عن سوق النفط على المدى المتوسط، أفادت الوكالة التي تقدم النصح لپ26 دولة صناعية ان الطلب سيرتفع 2.2 في المئة سنوياً بين عامي 2007 و 2012، مقارنة بتوقعاتها بارتفاع نسبته اثنين في المئة في التقرير السابق في شباط فبراير، وأن"من المحتمل تأخير أزمة النقص في المعروض لكن ليس لوقت طويل". وتوقعت وصول الطلب العالمي إلى 95.8 مليون برميل يومياً عام 2012 من 86.1 مليوناً حالياً. وتفترض التوقعات نمو متوسط إجمالي الناتج المحلي العالمي بنسبة 4.5 في المئة سنوياً. وأوضحت الوكالة مقرها باريس ان طاقة التكرير العالمية الإضافية خلال السنوات الخمس المقبلة ستقل عن التوقعات السابقة لأن ارتفاع التكلفة ونقص المهندسين سيؤخر عمليات التشييد، وأن الإنتاج العالمي من الوقود الحيوي سيصل إلى 1.75 مليون برميل يومياً بحلول عام 2012، أي أكثر من ضعف مستويات عام 2006، لكن هذا النوع من الوقود سيظل هامشياً لأن الأحوال الاقتصادية ستعوق تحقيق مزيد من النمو في هذا القطاع. ويعول التقرير على تزايد الاعتماد على"أوبك"التي تعد مصدراً لأكثر من ثلث النفط العالمي، متوقعاً تراجع الإمدادات من المنتجين خارج"أوبك". كما قلصت الوكالة توقعاتها للطاقة الإنتاجية غير المستغلة لدى دول المنظمة. إيران على صعيد آخر، نقلت الصحافة الإيرانية أمس عن مسؤول في قطاع النفط قوله ان الإنتاج النفطي في إيران التي تحتل المرتبة الرابعة عالمياً من حيث الإنتاج، سينخفض سنوياً خمسة في المئة بسبب نقص الاستثمارات الأجنبية الكافية. ونقلت صحيفة"شرق"عن مدير"بارس أويل أند غاز كومباني"أكبر توركان:"ننتج أربعة ملايين برميل من النفط يومياً، لكن الإنتاج سينخفض خمسة في المئة سنوياً بسبب نقص الاستثمارات الأجنبية الكافية". وتنتج إيران حالياً 4.2 ملايين برميل يومياً وتصدر اكثر بقليل من 2.5 مليون برميل يومياً.