يُفترض أن تكون طغت على الزيارة القصيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لتونس مساء أمس والتي تنتهي صباح اليوم، ملفات التعاون الثنائي خصوصاً في المجالين الاقتصادي والتعليمي. وأفادت مصادر مطلعة أن ساركوزي الذي يُفترض أن يتناول العشاء إلى مائدة الرئيس زين العابدين بن علي، يريد إعطاء دفعة للعلاقات الثنائية التي تراجعت في الفترة الماضية على رغم محافظة فرنسا على مركز الشريك الاقتصادي الأول لتونس. وتعثرت الاتصالات الدورية بين الحكومتين منذ قرار باريس إرجاء اجتماعات اللجة العليا المشتركة التي كانت مُقررة ليومي 21 و22 نيسان أبريل العام الماضي إلى تاريخ غير محدد، فيما ألغيت زيارة وزير الخارجية الفرنسي آنذاك فيليب دوست بلازي لتونس كان مقرراً أن يرأس وفد بلده إلى الاجتماعات. وأتت"الخضة"في العلاقات الثنائية على خلفية مسائل عدة يُعتقد أن بينها إخفاق مجموعتين فرنسيتين في الفوز بصفقة تخصيص 35 في المئة من رأس مال"اتصالات تونس"والتي كانت أكبر عملية تخصيص أبصرتها تونس منذ عشرين عاماً. لكن لوحظ أن التونسيين الذين أظهروا تفضيلاً لساركوزي على المرشحة الاشتراكية سيغولان روايال بسبب الأزمات العميقة مع الاشتراكيين في عهد الرئيس الراحل فرانسوا ميتران، سارعوا إلى الترحيب بمشروع الاتحاد المتوسطي الذي أطلقه ساركوزي بعد فوزه والذي ركزه على تطوير الشراكة مع بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط، وبخاصة المغرب العربي، مُؤكداً أنه آن الأوان لإنشاء اتحاد في المتوسط لمجابهة المنافسة الأميركية والآسيوية المُتناميتين في المنطقة. ويُعتقد ان المحادثات التونسية - الفرنسية مساء أمس تطرقت إلى آفاق تنشيط حوار 5+5 الذي يضم بلدان الحوض الغربي للمتوسط والذي لم يعقد اجتماعات منذ قمة تونس في أواخر العام 2003. وفي سياق متصل، أعلنت مصادر"الإليزيه"أنه لا توجد مُحرمات في المحادثات التونسية - الفرنسية وأن كل الملفات ستُبحث بما فيها موضوع الحريات وحقوق الإنسان. وأكدت مصادر فرنسية ل"الحياة"أمس أن وزير الخارجية برنار كوشنير سيجتمع مع ممثلين للمجتمع المدني التونسي، وهو تقليد اتبعه الرئيس السابق جاك شيراك خلال زيارتين قام بهما لتونس، لكنها لم تُعط تفاصيل عن الشخصيات التي ستحضر اللقاء. وكانت قيادات المعارضة عقدت ندوة السبت الماضي في الذكرى الخمسين لقيام الجمهورية في تونس حضت في ختامها على إنشاء جمهورية ثانية"تؤمن الفصل بين السلطات وتُكرس التداول على الحكم بناء على دستور جديد". إلى ذلك يأمل التونسيون بتكثيف الاستثمارات الفرنسية في بلدهم وتعزيز التعاون في المجالات التربوية والعلمية.