يبدأ رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي اليوم زيارة رسمية الى فرنسا تستمر يومين يجتمع خلالها مع الرئيس جاك شيراك في قصر الإليزيه ثم يجري محادثات مع نظيره دومينيك دوفيلبان"لتبديد السحب من سماء العلاقات الثنائية والبحث في آفاق تطويرها"بعد"الازمة"التي أدت إلى إلغاء الاجتماع السنوي للجنة العليا المشتركة الذي كان مقررا في تونس الشهر الماضي والغاء وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي زيارة الى تونس، إذ كان مقرراً أن يقود الوفد الفرنسي إلى اجتماعات اللجنة المشتركة وفضل مرافقة الرئيس شيراك في زيارته الأخيرة الى مصر. ولم يُعط الجانبان تفسيرات للأزمة لكن مصادر مطلعة أكدت أنها أتت رداً على إخفاق مجموعة"فرانس تيليكوم"بالفوز بأكبر صفقة تخصيص في تونس وكانت تتعلق ببيع 35 في المئة من رأس مال مجموعة"اتصالات تونس"التي فازت بها مجموعة إماراتية. وعبر السفير الفرنسي في تونس سيرج دوغالي في لقاء مع الصحافيين أول من أمس عن"أسف فرنسا العميق"لعدم فوز"فرانس تيليكوم"بالصفقة، لكنه نزع عن الموضوع أي طابع سياسي مؤكداً أن الصفقة خضعت لقانون السوق. وترمي زيارة الغنوشي، الذي سيرافقه أربعة وزراء، إلى تجاوز البرود بين البلدين اللذين تربطهما علاقات خاصة إذ زار تونس 15 وزيراً فرنسياً في السنوات الثلاث الأخيرة بينهم رئيس الحكومة السابق جان بيار رافاران العام الماضي والذي تأتي زيارة الغنوشي الحالية ردا على زيارته. وعززت تونس وباريس تعاونهما العسكري والأمني في السنوات الأخيرة في وقت كثف مسؤولون أميركيون زياراتهم للمنطقة. وقامت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل أليو ماري ووزير الداخلية نيكولا ساركوزي بزيارتين منفصلتين الى تونس للتوقيع على اتفاقات جديدة استهدفت تعزيز التعاون في المجالات العسكرية والاستخباراتية.