ينفي تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أي علاقة له بحادث خطف البريطانيين، ويؤكد ان التصعيد الاميركي الأخير ضده هدفه الصدر شخصياً، وفيما يرى "الحزب الاسلامي" ان عملية الخطف ليست بعيدة عن"جيش المهدي"الذي يبسط نفوذه على غالبية احياء جانب الرصافة، قالت مصادر مطلعة ان"مساومة تجري في الكواليس لإطلاق ديبلوماسيين ايرانيين معتقلين لدى الجيش الاميركي، مقابل البريطانيين". وقال النائب بهاء الاعرجي من الكتلة الصدرية ل"الحياة"ان التصعيد الاميركي ضد التيار وقياديي"جيش المهدي"ليس"أمراً جديداً، وربما يتخذون من حادث خطف البريطانيين سبباً لاستهداف الصدر وتصفيته"، موضحاً ان"الخط الصدري مواقفه معروفة ازاء الاحتلال وهو بعيد عن اي تحالف مع الدول المجاورة، سواء كانت ايران او غيرها وعليه فإن عملية استهداف الاميركيين عناصر ورموز التيار أمر طبيعي اذ انهم يرون ان القاعدة الصدرية تعرقل مخططهم المزمع تنفيذه في البلاد". ونفى الاعرجي الأنباء التي تحدثت عن لقائه وأحد قياديي"جيش المهدي"لرئيس الوزراء نوري المالكي لعرض شروط التيار مقابل اطلاق المخطوفين وقال"لسنا متورطين في حادث الخطف ولا علاقة لنا بالأمر، لا من قريب ولا من بعيد و لم تجر لقاءات مع المالكي كما لم يقدم"جيش المهدي"مطالب الى رئيس الوزراء". الى ذلك، لم يستبعد"الحزب الاسلامي"ضلوع"جيش المهدي"بحادث الخطف"لاستباق الاحداث والحصول على ضمانات بعدم استهدافه". وقال النائب عمر عبد الستار، من جبهة"التوافق"السنية ل"الحياة"ان"عملية خطف البريطانيين من مبنى وزارة المال نفذتها ميليشيات مرتبطة بالاجندة الايرانية"، وأضاف"ربما يكون جيش المهدي وراء الحادث لإجبار الجانب الاميركي على تقديم ضمانات اكيدة بعدم استهدافه او ضرب اوكاره". وزاد:"يجب ان ندرك ان هناك صراعاً قوياً بين الجانب الايراني والجانب الاميركي وان الساحة العراقية باتت حلبة لذلك الصراع وهناك تيارات معروفة ترتبط بالاجندة الايرانية، بل تكاد تكون هي اليد الطولى لطهران في العراق وعليه فإن الحادث ربما نفذ بآلية عراقية وبمخطط ايراني، بغية المساومة لإطلاق الديبلوماسيين الايرانيين المعتقلين لدى القوات الاميركية". من جهته كشف مصدر مسؤول ل"الحياة"رفض كشف اسمه ان"قضية خطف البريطانيين كانت بتخطيط وتدبير أحد المسؤولين الحاليين في حكومة المالكي للمساومة مع الاميركيين لإطلاق المعتقلين الايرانيين الخمسة"، ولم يوضح تفاصيل اكثر. من جانبه قال عبدالهادي المحمداوي، مدير مكتب الصدر في كربلاء ل"الحياة"ان الجانب الاميركي يبحث عن ذريعة لإلصاق التهم ب"جيش المهدي"وبعناصر التيار الصدري"ليثبت للعالم ان سبب المشاكل التي تعانيها البلاد هو وجود التيار الصدري"، واضاف ان"حادث الخطف مخطط اميركي مقصود بعد ظهور الصدر وهي مناورة للتمهيد لضربه او اعتقاله". وزاد"انهم يحاولون جر التيار وجيش المهدي الى مواجهة عسكرية بذرائع وحجج كثيرة ونحن نلتزم توصيات ودعوة الصدر الى التهدئة وعدم الانجرار وراء مخططات المحتل".