أطلقت القوات الأميركية في العراق أول من أمس الشيخ عبدالهادي الدراجي، القيادي البارز في التيار الصدري، بعد اعتقاله لسنتين ونصف السنة من دون توجيه أي اتهام له. واعتبر مصدر عراقي مطلع أن اطلاق الدراجي يأتي ضمن صفقة جرى التوصل اليها أخيراً وتقضي بالافراج عن عشرة من قيادات التيار المعتقلين لدى الجانب الأميركي في مقابل تسليم جماعة «عصائب أهل الحق» احدى تشكيلات التيار الصدري، 5 بريطانيين خطفتهم قبل أكثر من سنتين. وأوضح الناطق باسم التيار الصدري صلاح العبيدي لوكالة «فرانس برس» أن «قوة عراقية - أميركية أفرجت الجمعة عن الشيخ عبدالهادي الدراجي مسؤول الاعلام في بغداد بعد سنتين ونصف السنة من اعتقاله». وأكد أن «الدراجي وصل إلى منزله في حي الأورفلي، في مدينة الصدر» في شرق بغداد. وكان الدراجي مسؤول الهيئة العليا الاعلامية للتيار الصدري في بغداد ويشغل كذلك مدير مكتب الصدر في الرصافة قبل اعتقاله. وأكد العبيدي أن «القوات الأميركية لم توجه أي تهمة إلى الدراجي طيلة مدة اعتقاله التي تنقل فيها بين معتقلي بوكا (البصرة) وكروبر (قرب مطار بغداد)، ما يعني أن الاعتقال كان لدواع سياسية وليست جنائية». وكان الجيش الأميركي أعلن في 19 كانون الثاني (يناير) عام 2007 أن مفرزة من قوات عراقية خاصة اعتقلت قيادياً في «جيش المهدي». وأضاف بيان أميركي أن الشخص المعتقل «مسؤول اللجنة الشرعية في مجموعة مسلحة متورطة في عمليات خطف منظمة وتعذيب وقتل عراقيين أبرياء»، في اشارة الى الدراجي، مشيراً الى اعتقاله في منطقة البلديات (شرق بغداد). وأكد البيان الأميركي أن «المشتبه به متورط في اغتيال عدد من المسؤولين العراقيين الأمنيين والحكوميين. كما أنه قريب من أبو درع وغيره من قادة فرق الموت». وأبو درع متهم بالتورط في أعمال قتل مذهبية الطابع. وفي هذا السياق، قال ل «الحياة» مصدر مطلع على المفاوضات بين عصائب «أهل الحق» وبين القوات الأميركية إن الاتصالات لا تزال مستمرة لتحديد مواعيد وآليات تنفيذ بقية بنود الاتفاق. وكانت «الحياة» كشفت قبل أيام صفقة تقضي بإطلاق عشرة معتقلين من قيادات تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مقابل البريطانيين. وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه «أن القوات الأميركية اعتبرت الافراج عن عبدالهادي الدراجي بادرة حسن نية لإكمال الصفقة. وتكون القوات أفرجت عن اثنين من أهم قيادات الجماعة وهم الدراجي وليث الخزعلي شقيق قيس الخزعلي زعيم جماعة عصائب أهل الحق»، فيما ينتظر اطلاق قادة العصائب المعتقلين وأبرزهم حسن سالم وعلي موسى دقدوق (لبناني الجنسية). وأشار المصدر الى أن «الجانب البريطاني يجري اتصالات مكثفة مع القوات الأميركية والحكومة العراقية للالتزام بالصفقة المبرمة بما فيها اطلاق ألف معتقل من أتباع التيار الصدري. وكانت «عصائب أهل الحق» سلمت الى الحكومة العراقية قبل ايام جثتي بريطانيين من بين خمسة خطفتهم وهم بيتر مور خبير الحاسوب البريطاني وأربعة من حراسه قبل سنتين في وزارة المال وسط بغداد. ولم تكشف ما إذا كان الثلاثة الآخرون ما زالوا على قيد الحياة. يذكر أن القوات الأميركية اعتقلت الشيخ عبدالهادي الدراجي الناطق باسم الصدر في منطقة البلديات في بغداد في كانون الثاني (يناير) عام 2007 بتهمة «ترؤس لجنة كُلفت إصدار فتاوى تبيح عمليات الخطف والتعذيب والاغتيال». ومعلوم أن عدداً من القيادات المنشقة عن «جيش المهدي»، الجناح العسكري للتيار الصدري شكلوا «عصائب أهل الحق» عام 2006، إلا أن الجماعة احتفظت بولائها للصدر وبدأت مفاوضات بين زعيمها المعتقل قيس الخزعلي والحكومة العراقية بهدف ضمها الى العملية السياسية، باعتبارها «من مجموعات المقاومة».