قطع آلاف من الأفغان الغاضبين طريق بلدة باتي كوك في ولاية ننغرهار شرق لفترة قصيرة أمس، احتجاجاً على قتل جنود أميركيين 16 مدنياً أفغانياً، رداً على هجوم بسيارة مفخخة تعرضت له قافلتهم قرب جلال آباد عاصمة الولاية امس. وهتف المتظاهرون الذين شاهدوا آثار الرصاص على ثماني سيارات مدنية انتشرت في موقع الاعتداء:"الموت لأميركا"و"الموت ل الرئيس حميد كارزاي"، فيما قدم التحالف روايتين متضاربتين لملابسات الحادث. راجع ص 8 وأشار بيان للتحالف الى ان القتلى المدنيين سقطوا في"الهجوم الانتحاري"، قبل ان يرد عناصر الدورية على نار أطلقت عليهم"من اتجاهات عدة"باستخدام أسلحة رشاشة. لكن مسؤولاً في التحالف قال إن"المدنيين قتلوا خلال العملية التي شملت ايضاً رد الجنود الأميركيين بإطلاق النار"، لافتاً الى ان تحقيقاً فتح لتوضيح ملابسات الحادث الذي لم يسفر عن جرح أي من الأميركيين. ويشكل قتل القوات الأجنبية مدنيين، حساسية لحكومة كارزاي المتحالفة مع واشنطن، في ظل ازدياد مشاعر الكراهية للأجانب لدى الأفغان، وارتفاع نسبة تأييدهم ل"طالبان". وفي حادث منفصل، أعلنت القوات الدولية للمساعدة في إحلال الأمن في أفغانستان ايساف والتي يقودها الحلف الأطلسي ناتو، مقتل جنديين بريطانيين في صفوفها خلال اشتباكات في ولاية قندهار جنوب. وأفاد شهود في منطقة سانجين في الولاية ان قتالاً ضارياً يدور بين قوات"ايساف"ومقاتلي"طالبان"منذ أول من أمس، مؤكدين مقتل حوالى 30 مدنياً. على صعيد آخر، نفى الجيش الباكستاني تقارير عن قصف قوات التحالف في افغانستان أحد مراكزه في منطقة لاوارا ماندي في إقليم شمال وزيرستان، المحاذي للحدود مع أفغانستان. جاء ذلك في وقت ازداد الجدل في الولاياتالمتحدة حول ضرورة توجيه ضربات عسكرية مباشرة الى مراكز تدريب وإمداد وتموين، أكدت الاستخبارات الاميركية ان حركة"طالبان"وتنظيم"القاعدة"انشآها أخيراً في باكستان. وانتقد مشرّعون في لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأميركي أمس، الإجراءات"الجزئية"للحكومة الباكستانية في ردع نشاطات مقاتلي"طالبان"و"القاعدة"في المناطق القبلية. وقالت السناتور ديان فينشتاين:"يجب ان يسمح لنا الباكستانيون بضرب الإرهابيين، او تنفيذ هذا الأمر لدى توافر معلومات استخباراتية"، معتبرة ان شن"طالبان"هجوماً واسعاً في أفغانستان في الربيع المقبل،"مؤكد"في ظل تواصل تجنيد مقاتلين وتدريبهم في باكستان. على صعيد آخر، أفادت صحيفة"نيوز"الباكستانية ان قائداً بارزاً في"طالبان"لم تكشف اسمه، اعترف باعتقال الرجل الثاني في الحركة الملا عبيدالله اخوند، مؤكداً ان حال وجوم تسود بين قادة الحركة، وانهم أغلقوا هواتفهم التي تعمل بالأقمار الاصطناعية. وأضاف:"سيستغرق التغلب على صدمة الاعتقال بعض الوقت".