واصل آلاف الجنود العراقيين والأميركيين لليوم الثاني على التوالي أمس، عملية واسعة ضد تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" في محافظة ديالى المضطربة أمنياً، إذ أعلن الجيش الأميركي مقتل 30 مسلحاً من هذا التنظيم. جاء ذلك في حين أعلنت الشرطة العثور على جثث 33 شخصاً قُتلوا بالرصاص في مناطق مختلفة من بغداد. وأكد بيان للجيش الأميركي أن"القوات تمكنت منذ أمس الثلثاء من قتل 30 مسلحاً من القاعدة والعثور على كميات كبيرة من الأسلحة بينها أربع عبوات كبيرة الحجم داخل أحد المنازل، إضافة الى عشر أخرى مدفونة تحت الأرض". وتابع أن"ارهابيين اثنين قُتلا أثناء محاولتهما زرع عبوة على طريق قرب إحدى القرى في ديالى". ويشارك في العملية التي بدأت فجر الثلثاء 7500 جندي أميركي و 2500 جندي عراقي. وهذا الهجوم هو الأوسع منذ معركة الفلوجة في تشرين الثاني نوفمبر عام 2004. وتشهد ديالى، وكبرى مدنها بعقوبة، مستوى من العنف لا سابق له منذ أشهر. ونقل البيان عن الجنرال ميك بدنارك قوله إن"هؤلاء المجرمين سيعلمون بأن لا مكان آمناً لهم بعد الآن في ديالى". وأضاف أن"سكان بعقوبة تعبوا من العنف والارهاب الذي تمارسه القاعدة، والآن حان الوقت لكي يتعاونوا معنا كي نجتثهم من المنطقة". وانتقل آلاف من أنصار"القاعدة"أو المجموعات المسلحة القريبة منها الى ديالى، وخصوصاً من محافظة الانبار مع اشتداد الحملة التي تشنها عشائر العرب السنة ضدهم هناك. وفي العاصمة أيضاً، أعلن الجيش الأميركي أن أربعة مسلحين قُتلوا واعتُقل 62 آخرون خلال عملية استمرت أربعة أيام في جنوب شرقي بغداد. وأفادت وزارة الدفاع أن الجيش العراقي اعتقل 44 عراقياً يشتبه في انتمائهم إلى جماعات مسلحة خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية في مناطق متفرقة من بغداد. وفي الناصرية، أعلن الجيش الأميركي أن قوات أميركية قتلت ثلاثة أشخاص يشتبه في أنهم مسلحون وبينهم عضو بارز في ميليشيا"جيش المهدي"الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، واعتقلت 45 آخرين خلال اليومين الماضيين. وقال مصدر طبي في المدينة إن الاشتباكات التي استمرت على مدى يومين بين مسلحين موالين للزعيم الشيعي مقتدى الصدر والشرطة العراقية أوقعت 35 قتيلاً. وأفاد سكان أن الاشتباكات انتهت في حلول الظلام ليل أول من أمس، إذ انسحبت عناصر"جيش المهدي"، واستعادت الشرطة والجنود السيطرة على الشوارع. وكان الصدر أمر ميليشياته في وقت سابق بوقف القتال. يذكر أن هذه الاشتباكات اندلعت ليل الاحد الماضي عندما هاجمت الشرطة مكتباً للصدر في الناصرية، رداً على محاولة لاغتيال مسؤول في الشرطة المحلية قريب من منظمة"بدر"الجناج العسكري ل"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"بزعامة عبدالعزيز الحكيم. وفي العزيزية، أعلنت الشرطة أن مسلحين قتلوا ضابطاً برتبة رائد في هذه البلدة الواقعة على بعد 80 كيلومتراً جنوببغداد. وفي الكوت، عثرت الشرطة على جثتي شابة ورجل. كما أفادت الشرطة أن عبوة مزروعة داخل مسجد للسنة انفجرت وألحقت أضراراً جسيمة به في بلدة الاسكندرية. وذكرت الشرطة أن مسجداً للسنة اصيب بأضرار طفيفة نتيجة تعرضه إلى هجوم بقنبلة في الاسكندرية. وأعلنت أيضاً أن أضراراً بالغة لحقت بمسجد للسنة نتيجة انفجار عبوة في بلدة جبلة جنوببغداد. وفي غضون ذلك، أعلنت مصادر أمنية عراقية ارتفاع حصيلة قتلى انفجار الشاحنة المفخخة قرب مسجد الخلاني الشيعي وسط بغداد أول من أمس الى 87 قتيلاً و242 جريحاً. وأكدت المصادر ذاتها أن"الحصيلة النهائية تؤكد مقتل 87 شخصاً واصابة 242 آخرين"، لافتة الى أن"معظم الضحايا من الرجال". وكانت المصادر ذكرت الثلثاء أن 65 شخصاً قتلوا وجُرح 190 آخرون. من جهة ثانية، أعلن الجيش الاميركي أن جنديين اميركيين قُتلا خلال اليومين الماضيين في انفجار عبوات يدوية الصنع في شمال بغدادوجنوبها. وأوضح الجيش في بيان أن جندياً قُتل واصيب ثلاثة آخرون في انفجار عبوة يدوية الصنع لدى مرور دوريتهم في جنوببغداد. وكان هؤلاء الجنود يردون على هجوم استهدف جندياً آخر أُصيب بدوره في انفجار عبوة. وفي محافظة ديالى شمال شرق، قضى جندي متأثراً بجروحه أول من أمس اثر انفجار قرب آليته، وذلك وفقاً لبيان آخر أصدره الجيش وأشار أيضاً الى اصابة جنديين. وبمقتل هذين الجنديين يرتفع عدد الجنود الاميركيين الذين قُتلوا منذ مطلع حزيران يونيو الجاري في العراق الى 45، وذلك بحسب تعداد لوكالة"فرانس برس"استناداً الى أرقام وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون.