ينتقل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اليوم إلى باريس، المحطة الثانية من جولته الاوروبية والعربية، مختتما زيارة لاسبانيا التي شهدت امس توقيع اتفاقات تعاون في مجالات عدة بين الرياضومدريد. وعقد الملك عبدالله جلسة محادثات شاملة مع رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو، تناولت تطوير العلاقات الثنائية إلى مستويات جديدة، والبحث في إمكان تحريك عملية السلام"المجمدة"، بحسب وصف الملك عبدالله، والوضع في لبنان والعراق ودارفور وبقية قضايا المنطقة، إضافة إلى تعاون حكومتي البلدين ودورهما في الحرب الدولية على الإرهاب، وملفات الاستقرار الدولي وأمنه وطرق تفعيل حوار الحضارات. وشهدا في ختام لقائهما توقيع اتفاقين، أحدهما في المجال الاقتصادي والآخر للتعاون في مجال الأمن العسكري. ورعى خادم الحرمين، مع ملك اسبانيا خوان كارلوس، لقاء اقتصادياً شارك فيه وزير الصناعة الاسباني خوان كلوس ووزير المال السعودي ابراهيم العساف وعدد كبير من رجال الاعمال ورئيس اتحاد جمعيتهم وكبار المسؤولين في اهم الشركات الاسبانية. وأعلن انشاء صندوق استثمار سعودي - اسباني برأسمال خاص قدره 4125 يورو 5 بلايين دولار لتمويل مشاريع تطوير للبنية التحتية والطاقة والتقنيات الحديثة وللصناعات العسكرية، يشمل نطاق اعمالها، اضافة الى السعودية، دولاً شرق اوسطية وافريقية شمالية. وكان الملك عبدالله وافق مبدئياً على انشاء هذا الصندوق خلال زيارة العاهل الاسباني للسعودية في نيسان ابريل 2006. وزار الملك عبدالله بلدية مدريد حيث سلمه رئيسها البرتو رويث غاياردون مفتاح المدينة الذهبي. وشكر خادم الحرمين في كلمة"ضيافة هذه المدينة الجميلة التي كانت مقطونة ما قبل التاريخ وعرفت بعد ذلك، خلال حقبة الإسلام، بالقصر الذي كان يحيط بها. وقد تعلمت من دروس التاريخ، فخبرة الحرب علّمتها حب السلام وخبرة البغض علّمتها الحب". وأنهى كلمته قائلا:"الضيافة التي تفضلتم بتقديمها لي هي احتفاء بكل مواطن سعودي وهذا ما أقدّر واثمّن، فمدينتكم ستبقى دائماً في ذاكرتي متمنياً لها النجاح والتقدم ولمواطنيها الانشراح". وكان ملك اسبانيا حذر خلال حفلة عشاء اقامها تكريماً لخادم الحرمين في"قصر الشرق"الملكي الذي احتضن العام 1991 محادثات السلام الفلسطينية - الاسرائيلية،"أولئك الذين يستعملون الدين لزرع الحقد"، مؤكدا ان اسبانيا والسعودية تعانيان من آفة الارهاب. وقلّد الملك عبدالله"الوسام الذهبي"، وهو ارفع وسام يمنحه العرش الاسباني ولا يحمله سوى 12 شخصا. وشكر خادم الحرمين اسبانيا على الحفاوة التي لقيها، وقال ان اسم العاصمة الاسبانية يذكر بالسلام لأن اول مؤتمر للسلام في الشرق الاوسط عقد في مدريد. واضاف:"نحن في العالمين العربي والاسلامي لا ننسى ما تقدمه اسبانيا من دعم للشعب الفلسطيني المتألم، واعتقد انه بإمكانها ان تلعب دوراً مهماً في هذا الشأن". وفي باريس، اعلنت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس نيكولا ساركوزي سيستقبل العاهل السعودي غدا في قصر الاليزيه. وقال الناطق باسم الرئاسة دافيد مارتينون ان ساركوزي"سيبدي عزمه على تعزيز العلاقة الاستراتيجية التي اقيمت بين فرنسا والسعودية في 1996 فضلاً عن التنسيق السياسي بشأن المسائل الاقليمية". واضاف ان"السعودية تلعب دوراً يشجع الاستقرار والاعتدال في النزاعات التي تطال العالم العربي منذ سنوات عدة". وتلي المحادثات بين ساركوزي والملك عبدالله المقررة ظهرا، مأدبة غداء.