شكلت الدراما التلفزيونية خلال السنوات الماضية «طوق نجاة» للعديد من مخرجي السينما الذين عانوا من انصراف المنتجين السينمائيين عنهم لأسباب متفاوتة، إذ تستعين معظم الأفلام اليوم بمخرجين شباب أو خريجي المعاهد الفنية الجدد لاعتبارات عدة. واللافت أن ظاهرة اتجاه أهل السينما إلى الدراما لم تعد تقتصر على المخرجين الكبار، ولكنها امتدت إلى جيلي الوسط والشباب ممن وجدوا أن لا مفر من التعامل مع الوضع الجديد إما هرباً من البطالة، أو انتظاراً الى حين تتغير الأوضاع السينمائية. ومن هؤلاء المخرجين من انصرف تماماً عن السينما، وأوقف كل أحلامه تجاهها وركز على الدراما رغم عدم استمتاعه بها، كونها تحتاج إلى وقت طويل لتصوير 30 حلقة وأكثر للمسلسل الواحد، ولكون غالبيتها يمر مرور الكرام وسط كم المسلسلات المنتجة سنوياً. ويأتي في طليعة المخرجين الكبار الذين يحافظون على تواجدهم من خلال الدراما التلفزيونية خيري بشارة الغائب عن السينما منذ فيلم «إشارة مرور» لليلى علوي ومحمد فؤاد 1996، وهو يتولى حالياً إخراج مسلسل «الكبريت الأحمر» لداليا مصطفى وأحمد السعدني وريهام حجاج وهاني عادل، وكان أخرج خلال الأعوام الماضية مسلسلات «مسألة مبدأ» لإلهام شاهين، و«ملح الأرض» لمحمد صبحي، و«قلب حبيبة» لسهير البابلي، و«الفريسة والصياد» لممدوح عبدالعليم، و«ريش نعام» لداليا البحيري، و«الزوجة الثانية» لأيتن عامر وعمرو عبدالجليل. ويستكمل حالياً المخرج محمد النجار تصوير مسلسل «الدخول في الممنوع» لأحمد فلوكس وإيمان العاصي وبشرى وسوسن بدر، وكان النجار ابتعد عن السينما منذ أن قدم فيلم «صباحو كدب» لأحمد آدم عام 2006، وأخرج بعده للتلفزيون مسلسلات «لقاء على الهوا» ليسرا، و«علي يا ويكا» و«منتهى العشق» لمصطفى قمر، و«الأدهم» لأحمد عز وسيرين عبدالنور. الأمر نفسه يتكرر مع عادل الأعصر الذي انتهى أخيراً من تصوير «مملكة يوسف المغربي» لمصطفى فهمي ومنذر رياحنة وعلا غانم وأنوشكا، وكان الأعصر ابتعد عن السينما منذ أخرج العام 2002 فيلم «اختفاء جعفر المصري» لنور الشريف وحسين فهمي، وقدم عدداً من المسلسلات منها «العمة نور» لنبيلة عبيد، و«مواطن بدرجة وزير» لحسين فهمي ونرمين الفقي، و«طريق الخوف» لمجدي كامل وغادة عبدالرازق، و«الصندوق الأسود» لرانيا يوسف. ويستكمل علي إدريس قريباً تصوير تجربته التلفزيونية الثانية «نصيبي وقسمتك» لهاني سلامة ونيكول سابا ودرة وشيري عادل، وكان أخرج من قبل مسلسل «تفاحة آدم» لخالد الصاوي. وبعدما أخرج العديد من الأفلام السينمائية، قدم أكرم فريد تجربته الأولى في الدراما التلفزيونية من خلال مسلسل «ساحرة الجنوب» لحورية فرغلي وصلاح عبدالله وسوسن بدر، ويعرض حالياً على قناتي mbc وmbc مصر. واتجه خالد مرعي إلى الدراما بعد إخراجه فيلمي «عسل أسود» و«بلبل حيران» لأحمد حلمي العام، فأخرج مسلسلات «شربات لوز» و«نيران صديقة» و«السبع وصايا» و«العهد»، وهو ما يتكرر مع أحمد عاطف الذي يقدم تجربته التلفزيونية الأولى «نسوان قادرة» لرانيا فريد شوقي وعبير صبري ونجلاء بدر. وعلى رغم محاولة عادل أديب العودة إلى السينما من خلال فيلم «سعيكم مشكور يا برو» الذي عرض في عيد الأضحى، هو ركز نشاطه خلال السنوات الماضية على الدراما، إذ أخرج مسلسلات «باب الخلق» و«أبو هيبة في جبل الحلال» لمحمود عبدالعزيز، و«مكان في القصر» لغادة عادل وتامر هجرس وباسل خياط، ويحضر لمسلسل جديد لشهر رمضان المقبل. ومن جهة أخرى تستعد إيناس الدغيدي لخوض تجربتها التليفزيونية الأولى من خلال مسلسل «عصر الحريم» الذي تأجل تصويره خلال العامين الماضيين لأسباب إنتاجية. وقدم وائل إحسان أول تجربة تلفزيونية له في رمضان الماضي من خلال مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» لعادل إمام ونجوى إبراهيم وأحمد بدير. وأخرجت كاملة أبو ذكري مسلسلي «ذات» و«سجن النسا» من بطولة نيللي كريم، بينما قام عثمان أبو لبن بإخراج مسلسلي «صديق العمر» لجمال سليمان وباسم سمرة ودرة، و«مولانا العاشق» لمصطفى شعبان. واللافت أن عدداً آخر من مخرجي السينما الذين اتجهوا إلى الدراما التلفزيونية بعد ابتعادهم عن السينما توقفوا أيضاً عن إخراج المسلسلات، بسبب انصراف شركات الإنتاج تماماً عنهم، خصوصاً أن مسلسلاتهم لم تحقق النجاح المأمول الذي يتوازى مع نجاحهم الذي حققوه في السينما، ومن هؤلاء مجدي أحمد علي وأحمد يحيى ومحمد أبو سيف وعمر عبدالعزيز، وعلي عبدالخالق الذي ابتعد عن السينما منذ فيلمه «يوم الكرامة» (2004)، بينما أخرج مسلسلات «نجمة الجماهير» و«الزوجة الثانية» و«أحلامنا الحلوة» و«أصحاب المقام الرفيع».