انتخب البرلمان الصربي امس، زعيم الراديكاليين توميسلاف نيكوليتش رئيساً له، فيما دان الاتحاد الأوروبي هذا الانتخاب واعتبره معرقلاً لانضمام صربيا إليه. وتمكن نيكوليتش من الفوز، الأول من نوعه في تاريخ البرلمان الصربي، بحصوله على 142 صوتاً بعدما انحاز الى جانبه"الحزب الديموقراطي الصربي"بزعامة رئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا إضافة الى النواب الراديكاليين الذين يتزعمهم والاشتراكيون السائرون على نهج الرئيس الراحل سلوبودان ميلوشيفيتش. وحصلت ميلينا ميلوشيفيتش مرشحة"الحزب الديموقراطي"بقيادة رئيس الجمهورية بوريس تاديتش على 99 صوتاً، وأيدها نواب حزبها وپ"مجموعة 17 للخبراء"وممثلو الأقليات العرقية. ويتشكل اعضاء البرلمان الصربي، من: الراديكاليين 81 والديموقراطيين 64 والديموقراطيين الصرب 47 والخبراء 19 والاشتراكيين 16 والليبراليين 15 والأقليات 8. ويعتبر نيكوليتش المهندس المعماري البالغ من العمر 55 سنة من مؤسسي"الحزب الراديكالي الصربي"عام 1991 وتولى منصب نائب الرئيس فيه، حتى تسليم زعيم الحزب فويسلاف شيشيلي نفسه الى محكمة لاهاي التي اتهمته بارتكاب جرائم حرب عام 2003، فتولى نيكوليتش منصب رئيس الحزب بالوكالة، ولا يزال محتفظاً به. الموقف الاوروبي ويمثل تأييد كوشتونيتسا قومي صربي يوصف بالاعتدال لانتخاب نيكوليتش رئيساً للبرلمان الصربي، تحولاً كبيراً في الحياة السياسية الصربية باتجاه اليمين المتشدد، ما أثار مخاوف الاتحاد الأوروبي. ووصف المنسق الأعلى للشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، انتخاب نيكوليتش بأنه"سيثير المشاكل امام استئناف محادثات انضمام صربيا الى الاتحاد الأوروبي واندماجها مع التطورات الأوروبية". الى ذلك، قال مفوض انضمام الدول الجديدة الى الاتحاد الأوروبي اولي رين، ان"انتخاب نيكوليتش لم يكن متوقعاً، وعلى الأحزاب الديموقراطية الصربية ان تواجهه باتفاق واسع بينها قبل ان تمر صربيا بمراحل صعبة غير معروفة النتائج". وأضاف رين ان"انحياز الحزب الديموقراطي الصربي كوشتونيتسا الى جانب الراديكاليين، يعني قطع الطريق امام تعاون صربيا مع الاتحاد الأوروبي". واعتبر رئيس المجموعة البرلمانية"للحزب الديموقراطي الصربي"ميلوش اليغروديتش التقارب مع الراديكاليين"ردة فعل على خضوع الحزب الديموقراطي رئيس الجمهورية تاديتش لأوامر الأوروبيين الذين يصرون على ترتيب الحكومة والمؤسسات الأمنية بالصورة التي تناسبهم وحدهم". وقال نيكوليتش في كلمته بعد انتخابه:"سأتعاون مع كل الصرب وأسعى الى افضل برلمان ديموقراطي، ولن يكون تشددي مع الصرب ابداً وإنما مع الذين يريدون اضطهاد الصرب واغتصاب حقوقهم". ووصف المراقبون تصريحه، بأنه موجه نحو إقليم كوسوفو، الذي سبق أن قال عنه:"لا بد من الحرب لتحريره من جديد، كما تم تحريره من الأتراك، إذا أصر الألبان على فصله عن صربيا واستقلاله". ويتوقع المراقبون ان تؤدي التطورات السياسية الصربية الى تشكيل حكومة جديدة برئاسة كوشتونيتسا بدعم الراديكاليين والاشتراكيين، أو إجراء انتخابات اشتراعية مبكرة يتعاون فيها الراديكاليون والديموقراطيون الصرب والاشتراكيون لإلحاق هزيمة كبيرة بالأحزاب الديموقراطية، ومنع تجديد انتخاب تاديتش رئيساً للجمهورية بعد انتهاء دورته الحالية نهاية هذا العام.