انقسم القادة الفلسطينيون ازاء الخطة الامنية الأميركية الجديدة التي تهدف الى تعزيز فرص دفع عملية السلام مع اسرائيل من خلال تحديد مواعيد للطرفين لاتخاذ خطوات من أجل بناء الثقة. وفيما رفضت حركة"حماس"الخطة رفضاً قاطعا، قال مساعدون للرئيس محمود عباس انه على استعداد للعمل بالخطة لكن مع بعض التعديلات. وتدعو الخطة عباس الى بدء نشر قواته التي تهيمن عليها حركة"فتح"بحلول منتصف حزيران يونيو لوقف عمليات اطلاق الصواريخ والتهريب التي ينفذها ناشطون من غزة. ووفقا للوثيقة الاميركية، تريد واشنطن من اسرائيل اتخاذ خطوات محددة لتسهيل حركة الاشخاص والبضائع بين قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، وهو احد مستشاري عباس امس:"نريدها أن تنفذ. نأمل في أن نرى الاسرائيليين ينفذونها". وذكر أن عباس سيناقش الجدول الزمني الاميركي مع رئيس الوزراء الفلسطيني القيادي في"حماس"اسماعيل هنية خلال محادثاتهما في قطاع غزة التي كانت مقررة امس. واوضح لوكالة"رويترز":"قبلنا هذه الافكار في الماضي. الامر الوحيد الجديد فيها هو ادخال المواعيد". ولم تبد"حماس"أي مرونة تجاه الخطة التي تعتبرها جزءا من مسعى أميركي لتعزيز قوات عباس، وقال الناطق باسم الحركة في غزة فوزي برهوم:"الخطة الاميركية مرفوضة، وسنعمل على افشالها بكل الطرق". وتبرز المواقف المختلفة مرة اخرى التوتر بين"فتح"التي يقودها عباس، وبين"حماس"التي ترأس الحكومة، وذلك بعد أقل من شهرين على تشكيلهما حكومة الوحدة في مسعى لانهاء الاقتتال الداخلي. وتباين رد فعل اسرائيل على الخطة الاميركية، اذ قال مسؤولون اسرائيليون ان لديهم مشكلة تحديدا مع مطلب السماح لقوافل الباصات الفلسطينية بالسفر بين غزة والضفة الغربية بحلول الاول من تموز يوليو. وسيناقش مسؤولون أمنيون اٍسرائيليون الخطة بتفصيل أكبر الاسبوع الجاري مع أولمرت الذي يكافح للبقاء على الساحة السياسية بعد صدور تقرير"فينوغراد"الذي وجه له انتقادات حادة بسبب أسلوب ادارته لحرب لبنان العام الماضي. ورغم أن الخطة الاميركية تتضمن تواريخ محددة للجانبين لاتخاذ تحركات معينة، الا أن وزارة الخارجية الاميركية قالت الجمعة ان هذه لا تعد"جداول زمنية ثابتة". رايس ترجئ زيارتها من جهة اخرى، اكد عريقات ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ارجأت زيارتها للمنطقة التي كانت مقررة منتصف الشهر الجاري الى اجل غير مسمى. واكد مسؤول في الرئاسة الفلسطينية ان رايس"ابلغت في وقت متقدم من ليل السبت - الاحد الرئاسة الفلسطينية عزمها على تأجيل زيارتها للاراضي الفلسطينية واسرائيل لأسباب عدة"ذكر منها"الاحوال الاسرائيلية الداخلية والازمة التي تعيشها الحكومة الاسرائيلية الحالية ... والتطورات السياسية في اسرائيل وعدم وضوح مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت". واوضح المسؤول ان"تحفظ الحكومة الاسرائيلية على الخطة الاميركية التي تم طرحها، من الاسباب التي دفعت رايس الى تأجيل زيارتها للمنطقة لأنها ستكون عثرة في جولتها التي يحتمل ان تفشل".