سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سعود الفيصل يحذر من "كارثة" إذا إستمر الوضع في العراق على حاله ورايس تطلب المشاركة في اللجنة الأمنية العراقية - السورية . شرم الشيخ : لقاء أميركي - إيراني على مستوى الخبراء لم يكسر الجليد
على عكس التوقعات التي سبقته، اختتم مؤتمر شرم الشيخ حول العراق أمس بتصعيد ايراني ضد الولاياتالمتحدة، بدلاً من ان تكون قاعة مؤتمراته مسرحاً للقاء يجمع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ونظيرها منوشهر متقي ويذيب الجليد بين البلدين. وفيما قلل الجانبان الأميركي والايراني من أهمية الاجتماعات بين الطرفين على مستوى الخبراء، وحمل متقي واشنطن مسؤولية ما يجري في العراق باعتباره نتيجة طبيعية ل"الاحتلال والارهاب"، قالت رايس إن واشنطن مستعدة لتجاوز قطيعة عمرها 27 سنة إذا أوقفت ايران برنامجها النووي. الى ذلك، حذر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل من أن استمرار الوضع في العراق على ما هو عليه يشكل كارثة ليس للعراق وحده بل لكل الدول المجاورة. واعتبر لقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم ورايس بداية و"شيئاً جديداً نرحب به". وقالت مصادر سورية ل"الحياة"إن رايس اقترحت انضمام أميركيين الى اللجنة الأمنية العراقية - السورية. راجع ص 2 و 3 وبينما كانت الوفود تغادر شرم الشيخ، كانت الهجمات مستمرة في العراق، فأعلن الجيش الأميركي مقتل مسؤولين في"القاعدة"، وأكد مقتل خمسة من جنوده. واتهم متقي الولاياتالمتحدة بممارسة"الإرهاب"في العراق، وطالبها بحدول زمني للانسحاب. ودان في افتتاح الاجتماع الموسع لدول جوار العراق"المعايير المزدوجة التي تميز بين إرهابيين جيدين وإرهابيين سيئين"، واعتبر الاحتلال اصل المشاكل. وقال:"اننا نأسف للمعايير المزدوجة والتمييز بين إرهابيين جيدين وإرهاربيين سيئين". وأكد ناطق باسم الوفد الايراني في شرم الشيخ ان متقي"كان يشير الى الاعمال الارهابية التي تقوم بها الولاياتالمتحدة في العراق، فاعتقال ديبلوماسيين ايرانيين هو عمل ارهابي يستحق الادانة". وأضاف متقي في كلمته"ان خلق ملاذ آمن لهؤلاء الارهابيين الذين يحاولون تحويل الاراضي العراقية الى قاعدة لمهاجمة جيران العراق يجب ان يكون محل ادانة". وتابع:"انه ينبغي مساعدة الحكومة العراقية على تجنب مثل هذه السابقة الخطيرة في المنطقة من خلال اتخاذ اجراءات حازمة". وقال:"اننا نواجه دائرة مفرغة في العراق، فالإرهابيون يزعمون انهم يحاربون قوات الاحتلال في حين يبرر المحتلون وجودهم بذريعة الحرب على الارهاب وهذا المحور"الارهاب - الاحتلال"هو اصل كل المشاكل في العراق ولا يجب ان يكون هناك شك في ان الاعمال الارهابية تنبع من الرؤى الخاطئة التي تبنتها القوات الاجنبية". واستطرد:"لهذا فإن اصل الأزمة يكمن في استمرار الاحتلال". ونفت وزيرة الخارجية الأميركية أن تكون"طاردت"نظيرها الايراني خلال حفلات الغداء والعشاء، وقالت رداً على سؤال ل"الحياة"في مؤتمرها الصحافي:"لست من النوعية التي تطارد أحداً". وكررت استعدادها لطي صفحة 27 سنة من انقطاع العلاقات الأميركية - الإيرانية، إذا وافقت طهران على تعليق تخصيب اليورانيوم. واستبدل اللقاء الذي سعت إليه الإدارة الأميركية باجتماع عقد على مستوى السفراء بين الجانبين الأميركي والإيراني، فيما تصدر الاجتماع الذي عقدته رايس مع نظيرها السوري وليد المعلم الاهتمام الإعلامي. رايس والمعلم الى ذلك، أكدت مصادر مطلعة ل"الحياة"امس ان رايس طلبت خلال لقائها المعلم اول من أمس انضمام خبراء اميركيين الى اللجنة الأمنية السورية - العراقية التي شكلت بموجب مذكرة التفاهم قبل اسابيع، مشيرة الى انه شدد في المقابل على أهمية تحسين العلاقات السياسية وتعيين سفير اميركي في دمشق. وقال المعلم في حديث الى"الحياة"امس إنه"لا بد من جدول زمني لانسحاب القوات المتعددة الجنسية من العراق، لأن هذا في مصلحة الشعب العراقي والمنطقة والأميركيين". ولم تستطع سورية وايران ادخال عبارة"جدول زمني"في مسودة البيان الختامي، ما ادى الى اعتماد عبارة واسعة في البيان الصادر امس تتضمن رفع جهوزية القوات المسلحة"بما يمهد الطريق الى انهاء ولاية القوات المتعددة الجنسية، التي لن يكون وجودها مفتوحاً، وسينتهي بناء على طلب من الحكومة العراقية وفي توقيت توافق عليه وفقاً لقراري مجلس الامن 1546 و1723". وكان عدد من الدول العربية، بينها سورية، أعرب عن"عدم الارتياح"الى طلب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان تكون خطب رؤساء الوفود محجوبة عن وسائل الاعلام، وعلق المعلم:"بعدما حرمنا من إلقاء كلمتنا أمام وسائل الاعلام، بإمكاننا ان نكون صريحين اكثر". ولاحظ الجانب السوري"تناغماً"بين خطابي المعلم ورايس في الجلسة المغلقة ازاء الوضع في العراق. وأوضح وزير الخارجية انها رايس:"تحدثت عن ضرورة تنفيذ حكومة نوري المالكي بيانها، خصوصاً حل الميليشيات وإعادة النظر بالدستور وهيئة اجتثاث البعث وتوافق العراقيين لتحقيق مصالحة وطنية. لكنها لم تتحدث عن الانسحاب من العراق، بل قالت إن مهمتها لا تزال مستمرة". واجتمع المعلم مع المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. وقال سولانا ل"الحياة"إنه وجه دعوة الى الوزير السوري لزيارة بروكسيل الشهر الجاري لحضور اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ولجنة المبادرة العربية. أما رايس فقالت في معرض ردها على سؤال ل"الحياة"عما اذا كانت للإدارة الأميركية سياسة جديدة لتطبيع العلاقات مع سورية، على حساب لبنان والمحكمة الدولية:"بيننا وبين سورية قضايا عدة. إن اللقاء عقد في إطار هذا المؤتمر، وهذا أمر معقول، نظراً إلى أهمية وقف تدفق المقاتلين الأجانب عبر الحدود السورية إلى العراق". وزادت:"هذا لم يكن اجتماعاً للبحث في العلاقات الأميركية - السورية"، مشيرة إلى أن هناك"على أي حال علاقات ديبلوماسية بين البلدين، إذ سيستمر القائمان بالأعمال في المحادثات حول الخطوات التالية للقاء المعلم في شرم الشيخ". ووصفت محادثاتها معه، رداً على أسئلة أخرى، بأنها"مهمة". وقالت إن الإدارة الأميركية ستتناول الأمور"خطوة خطوة". إلى ذلك، وفي حوار مع"الحياة"، قال الأمير سعود الفيصل إن لقاء رايس - المعلم"كان شيئاً جيداً نرحب به. ونأمل أن يؤدي إلى التطبيع بين الولاياتالمتحدة وسورية"، وأضاف أن"المقاطعة أو عدم التحدث مع فلان ليس عقاباً، فإذا أردت أن تحل المشاكل ليس هناك بديل عن الحديث".