تهيمن الأزمة اللبنانية والموقف من مؤتمر السلام الدولي في أنابوليس على اعمال اليوم الاول لمؤتمر وزراء الخارجية الموسع حول العراق في اسطنبول. فيما يتقدم تصاعد الأزمة بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة الى رأس جدول اعمال المؤتمر الذي سيحذر، بحسب مسودة بيانه، من"مشاريع تقسيمية"للعراق. راجع ص 4 ويتخلل المؤتمر عدد من الاجتماعات الثنائية والجماعية بين الوزراء المشاركين، بالتزامن مع قيام كبار موظفي وزراء خارجية دول جوار العراق، إضافة الى مصر والبحرين والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وممثلي جامعة الدول العربية والامم المتحدة بمناقشة مسودة البيان الختامي. وقالت مصادر متطابقة ل"الحياة"إن جداول اجتماعات الوزراء تشمل عقد اجتماع خماسي، يضم وزراء الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس والفرنسي برنارد كوشنير والتركي علي باباجان والسعودي سعود الفيصل والمصري احمد ابو الغيط لمناقشة"الازمة اللبنانية". وعلم ان لقاء كوشنير مع نظيره السوري وليد المعلم سيجري في الثالثة، بعد ظهر اليوم،"بحيث يسبق اللقاء الخماسي". وأشارت مصادر ديبلوماسية غربية الى احتمال لقاء بين أحمد عرنوس معاون وزير الخارجية السوري وديفيد ساترفيلد مستشار وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون العراق، علما ان لقاء مماثلا عقد تمهيدا للقاء المعلم ورايس في شرم الشيخ في ايار مايو الماضي. وربط مسؤول سوري حصول لقاء ثان بين الوزيرين ب"طلب اميركي وان يكون هدف اللقاء معروفاً بأجندة محددة". وقالت المصادر إن باباجان"يبذل كل جهوده"لترتيب لقاء المعلم ورايس سواء عبر اجتماع رسمي بينهما او اجتماع غير رسمي في احد ممرات المؤتمر، او على مأدبة العشاء التي سيقيمها الوزير التركي مساء اليوم. في المقابل، تأكد ان الوزير السوري ستلتقي وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط كيم هاولز في السادسة من مساء اليوم وزير الخارجية ديفيد ميليباند لن يحضر المؤتمر، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. ويتوقع ان تكون الأزمة اللبنانية حاضرة ايضا في اللقاء المقرر بعد ظهر اليوم بين كوشنير ونظيره الايراني منوشهر متقي. واوضحت مصادر ديبلوماسية غربية ان باريس تريد ايصال"رسالة بضرورة المساهمة في حل الأزمة وتسهيل الاستحقاق الرئاسي". الى ذلك، سيعقد لقاء يين اعضاء"الرباعية الدولية"رايس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون والممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ولافروف وسعود الفيصل وابو الغيط وباباجان. وقالت المصادر إن اللقاء يهدف الى البحث في الإعداد لمؤتمر السلام الدولي في أنابوليس. ويسعى باباجان الى اقناع سورية بحضور هذا المؤتمر، في مقابل تأكيد سوري على وجوب طرح"كل المسارات وقضية الجولان على الطاولة". وتشمل اللقاءات ايضاً ترتيب وزير الخارجية التركي فطور عمل، صباح غد، لوزراء خارجية دول جوار العراق فقط، في اطار حرص هذه الدول على"الابقاء على هذه الآلية بعد تأسيس آلية مؤتمر وزراء خارجية دول جوار العراق الموسع". كما تجري اتصالات ديبلوماسية لترتيب لقاء ثلاثي سوري - تركي - ايراني بهدف"تنسيق المواقف واتخاذ موقف موحد ضد تقسيم العراق والتحذير من وجود مشاريع تقسيمية"، في اشارة الى قرار الكونغرس الاميركي. ولوحظ ان هذا الموضوع كان حاضرا في مسودة البيان الختامي التي اعدتها الخارجية التركية بالتأكيد، في مناسبات عدة، على"وحدة العراق ارضا وشعبا". واطلعت"الحياة"من مصادر ديبلوماسية غربية على اهم نقاط مسودة البيان والتي تظهر مدى حضور ازمة"حزب العمال"، خصوصا لجهة التشديد على عدم سماح اي دولة بنشاطات ارهابية تهدد امن دول اخرى وفق القرارات والاتفاقات الدولية. ولوحظ ايضاً ان المسودة لم تتضمن اي اشارة الى المطالبة ب"جدولة الانسحاب"للقوات المتعددة من العراق، علماً ان هذه المسألة شهدت نقاشات حادة في شرم الشيخ. وعلم ان الجانب السوري سيؤكد في النقاشات على اهمية وضع"جدول زمني للانسحاب بالاتفاق مع الحكومة العراقية"على اساس ان هذا يساهم في"تعزيز المصالحة الوطنية".